تُعَد نوبات الغضب حالةً طبيعية يعاني منها الأطفال، خاصة خلال فترة النمو، وهي حالة يفقد فيها الأطفال السيطرة على مشاعرهم وسلوكهم خاصة في الأماكن العامة، وتتميز تلك الفترة عادةً بعناد الطفل أو بكائه أو صراخه أو غضبه.
وحسب موقع مجلة "سيدتي"، تحدث نوبات الغضب بشكل عام، بداية من عمر الـ18 شهرًا وتحديدًا عندما يبدأ الطفل في تطور اللغة، وتحدث عادةً لأن الطفل لا يستطيع قول ما يريد أو يشعر به أو يحتاج إليه بشكل واضح، وقد تستمر طوال مرحلة الطفولة، ومع ذلك تميل نوبات الغضب لدى الأطفال إلى الانخفاض مع تحسن مهاراتهم اللغوية.
ويرصد تقرير على موقع "raisingchildren"، العديدَ من الأمور والعوامل التي يمكن أن تسبب نوبات الغضب لدى الطفل الصغير، كما يقدم التقريرُ الطرقَ الصحيحة للتعامل مع نوبة الغضب؟
تشمل بعض الحالات التي قد تسبب نوبات الغضب لدى طفلك ما يلي:
- مشاعر الجوع التي يمكن أن تؤدي إلى الآلام الجسدية التي يعاني منها الأطفال.
- جهل الأطفال بأشياء كثيرة غالبًا ما يجعلهم يشعرون بالارتباك والخوف وعدم الارتياح؛ مما يسبب نوبات الغضب.
- الشجار مع الأصدقاء أو الشعور بالإهمال، يمكن أن يتسبب في إصابة الطفل بنوبات الغضب؛ خاصة إذا كان الطفل حساسًا.
- اللعب كثيرًا يمكن أن يجعل الأطفال يشعرون بالتعب الشديد حتى ينتهي بهم الأمر إلى التعبير عن هذه المشاعر عن طريق نوبات الغضب.
- مقدار الاهتمام الذي يحتاجه الأطفال غالبًا يسبب نوبات الغضب لديهم.
ومع ذلك، لا داعي للقلق، فإنه مع تقدم الأطفال في السن، ستزداد مهاراتهم اللغوية، وسيكون من الأسهل عليهم التعبير عما يشعرون به.
تُعَد نوبات الغضب حالة طبيعية تحدث عند الأطفال، ويمكن اعتبارها جزءًا من عملية النمو، وعادة ما يتميز الأطفال الذين يعانون من نوبة الغضب بالأعراض التالية:
- البكاء ونوبات الغضب والأنين والصراخ.
- الركل أو الضرب أو القرص.
- التدحرج على الأرض.
- الخبط بالأقدام والأيدي وقد يشد الطفل جسده حتى يبدو متصلبًا.
- حبس الأنفاس.
- تقوس الظهر.
- الغضب لفترة طويلة.
- أثناء نوبة الغضب، يضرب الطفل الآخرين أو يؤذي نفسه.
- الالتزام بالهدوء والصبر
لا يحتاج الآباء إلى الذعر والقلق عندما يعاني طفلهم الصغير من نوبة غضب، وأهم ما يجب الانتباه إليه هو ضرورة التزامهم بالهدوء والتحكم في ردود أفعالهم خاصة في الأماكن العامة؛ وذلك لأنه عندما يعاني الطفل من نوبات الغضب، فإنهم يحتاجون إلى والديهم لمرافقتهم ومساعدتهم في التحكم في عواطفهم؛ مما يُشعر الأطفال بالأمان والثقة.
- السماح للأطفال بالتعبير عن مشاعرهم
يُعَد السماح للأطفال بالتعبير عن مشاعرهم أفضل طريقة للمساعدة على التحكم في تصرفاتهم؛ حتى يتمكنوا من تعلم شيء جديد مثل المشاركة والتواصل والتعامل مع المشاعر السلبية، ومع مرور الوقت سيفهم الأطفال أن البكاء ونوبات الغضب ليست الطريقة الصحيحة لجذب انتباه الوالدين أو فرض إرادتهم أو التعبير عن مشاعرهم.
أيضًا حاولي تشتيت انتباه الطفل أثناء نوبة الغضب، فيمكنك مثلًا إعطاؤه لعبته المفضلة للعب بها أو الطعام المحبب له.
يجب انتظار نوبة الغضب حتى تنتهي لدى طفلك مع ضرورة البقاء على مقربة من الطفل أثناء حدوثها، ويمكن للوالدين تطبيق استراتيجيات خاصة كوسيلة للتعامل مع نوبات الغضب لدى الطفل بناءً على شخصيته؛ على سبيل المثال أثناء نوبة الغضب يمكنك تهدئة الطفل من خلال كلمات الدعم، وعبارات التهدئة أو تشتيت الانتباه، ويجب تنفيذ هذا النسق باستمرار حتى ينضبط الأطفال ويعرفوا كيفية التصرف أثناء نوبات الغضب.
على الجانب الآخر إذا أظهر طفلك حالة من الهدوء مثل التوقف عن الصراخ؛ فامدحيه فورًا وأعطيه كل اهتمامك، وتحدثي معه بهدوء؛ فإذا كافأته على هذا التصرف الحسن الجديد؛ فسيبقى الطفل هادئًا، وسيتعلم في المستقبل أن البوح بمشاعره أو طلب الشيء بهدوء سيجعل والديه يستجيبان له.
أهم الطرق الفعالة لتهدئة طفلك عندما يبكي
بصرف النظر عن قول الكلمات اللطيفة وتفهم مشاعر طفلك الصغير؛ فإن الطريقة التالية للتعامل مع نوبات غضب الطفل هي تحديد أسباب نوبات الغضب ومحفزاتها؛ فعلى سبيل المثال قد يعاني الطفل من نوبة الغضب عند التسوق؛ فبذلك يصبح الأهل قادرين على التخطيط المسبق للتعامل مع النوبة، وتغيير البيئة المؤثرة على الطفل لتجنب حدوث تلك النوبات.. أيضًا عندما يصاب طفلك بنوبة غضب لأنه جائع، قدّمي له طعامه المفضل أو وجبة خفيفة، وبالمثل عندما يكون طفلك مريضًا أو متعبًا، يمكنه أخذ قيلولة قصيرة أو اصطحابه إلى الطبيب.
تتوقف نوبات الغضب لدى طفلك من تلقاء نفسها مع نمو الطفل ومع ذلك، أما إذا استمرت لدى طفلك فأنت بحاجة إلى استشارة الطبيب على الفور، خاصة في الحالات التالية:
- عند شعور الآباء أنفسهم بالغضب أو فقدان السيطرة على التعامل مع الأطفال الغاضبين.
- عندما تصبح العلاقات مع الأطفال غير متناغمة أو متوترة.
- عندما تصبح نوبات الغضب أكثر تكرارًا وشدة أو تستمر لفترة أطول.
- عندما يبدو طفلك مزعجًا للغاية وغير متعاون.
في النهاية يجب الانتباه إلى أنه على الرغم من أن نوبات الغضب تُعَد طبيعية إلا أن من الأفضل استشارة الطبيب إذا كان طفلك يبكي كثيرًا، ويعاني من نوبات غضب متكررة.