نفى طبيبُ الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء الحاج حسين، مزاعمَ الرسالة المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي من أن وضع ثلاث قطرات من زيت الزيتون قبل النوم على السرة، يوميًّا لمدة أسبوع ومرتين في الأسبوع الثاني، وبعد ذلك مرة شهريًّا؛ يساعد في التخلص من معظم الأمراض الجسمانية؛ ومنها التهابات المفاصل والركب، وضعف البصر، وقصور البنكرياس الوظيفي، وتشقّق كعب القدم، وعلاج الجفاف، وغيرها من الأمراض، مبينًا أن ما جاء في الرسالة المتداولة، غير صحيح جملة وتفصيلًا.
وقال الدكتور الحاج: إن كل الأمراض التي ذكرت في سياق الرسالة المتداولة، هي أمراض عضوية تصيب الجسم ويتم علاجها بالتشخيص والأدوية القائمة على طب البراهين؛ إذ تعمل هذه الأدوية على مواجهة مسببات المرض.
وتابع "حسين": لا توجد أي أبحاث أو دراسات أو تجارب سريرية تفيد بفوائد وضع قطرات زيت الزيتون في السرة لمواجهة الأمراض أو الوقاية منها؛ فللأمراض مسبباتها وعلاجاتها الدوائية المتخصصة؛ فمثلًا نجد أن التهابات المفاصل أنواع مختلفة، وبالطبع تتنوع العلاجات؛ لذا لا يمكن مواجهة هذه المشكلة بقطرات الزيتون.
وتابع: لا أقلّل من أهمية زيت الزيتون، بل أدافع عنه حتى يأخذ مكانته الصحيحة من خلال الأبحاث التي تثبت كثيرًا من فوائده، وليس بالاجتهادات الفردية التي يحسبها الظمآنُ ماءً ثم يجد مكان الماء السراب، ففي تناول زيت الزيتون فوائد عديدة؛ إذ أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة دوره في خفض كوليسترول الدم، كما أن استعماله يسكن عرق النسا ويشفي من آلام الظهر والورك، وبجانب ذلك فإن تناول زيت الزيتون يترافق بتغيرات في الوظيفة المناعية.
وواصل: يعتقد بأن زيت الزيتون ينقص من تكاثر الخلايا اللمفاوية، وينقص من نشاط الخلايا الطبيعية القاتلة، وبالتالي ينقص السيتكواينات والمعروفة بخاصيتها الالتهابية، فيما بيّنت دراسة حديثة أجريت في اليونان وشملت 145 مريضًا بالروماتويد؛ أمورًا مهمة، فقد كانت نتائج الدراسة مذهلة؛ حيث وجدوا أن هناك تناسبًا عكسيًّا بين تطور الروماتويد وتناول زيت الزيتون، وقد يفسر ذلك لعدة آليات، وقد يكون منها هو وجود نسبة عالية من الحمض الدهني "ن 9" في زيت الزيتون أو خاصيته المضادة للأكسدة؛ لذا فإن لزيت الزيتون فائدةً في الوقاية والعلاج باعتباره مضادًّا فعالًا للالتهاب".
ونصح "حسين" جميع أفراد المجتمع بعدم تطبيق أي تجارب تدعو لها رسائل تتداول وتنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي؛ لكونها اجتهادات فردية وليست قائمة على طب البراهين، وعدم تداول تلك الرسائل، ويمكن الاستفسار عن محتوى الرسالة من الطبيب المعالج، فخوض التجارب دون تشخيص المرض يحرم الفرد من تشخيص المرض وعلاجه بالشكل الصحيح.