
يمثّل اليوم العالمي للتأتأة الذي يحتفل به المجتمع الدولي في الـ 22 أكتوبر من كل عام، منصة توعوية تثقيفية لرفع مستوى الوعي بالتأتأة وتوحيد الجهود لتثقيف المجتمع والوصول إلى الأشخاص الذين يعانون من التأتأة ومن لا يزالون يشعرون بالوحدة والعزلة، والحث على اتباع السلوكيات السليمة.
ويُركّز هذا اليوم الذي بدأ الاحتفال به منذ عام 1998م على أسباب المرض وطرق التعامل مع المرضى، وتفعيل المؤتمرات وورش العمل والمحاضرات في المدارس والأماكن المختلفة عن مفهوم التأتأة، ومشاركة الفعاليات مع كل من الذين يعانون من التأتأة والمختصين المعالجين والعائلات وكل من يهتم بهذا الشأن، فيما تشمل مشاركات الجهات المعنية من المؤسسات التعليمية والقطاعات الصحية والجمعيات المختلفة تنظيم العديد من الأنشطة التوعوية الهادفة، لرفع الوعي الصحي للحفاظ على صحة وسلامة أفراد المجتمع كافة.
كما يسعى اليوم العالمي للتأتأة إلى دعم المصابين نفسيًا، وتمكينهم من التحدث بثقة دون خوف من السخرية أو الحكم، فضلًا عن تسليط الضوء على العلاج، ونشر المعرفة حول التقنيات العلاجية الحديثة مثل العلاج السلوكي والعلاج القائم على النطق، إضافة لتحفيز البحوث العلمية، وتشجيع المختصين على دراسة الأسباب العصبية والوراثية للتأتأة.
وعرّف المختصون التأتأة أو "التلعثم" بأنها اضطراب عند خروج الكلام والتحدث حيث يجد المصاب صعوبة في النطق، وقد تكون أسوأ عندما يكون الشخص متحمسًا، أو متعبًا أو تحت ضغط، فيما تتضمن أنواعها: التأتأة المبكرة؛ وتحدث لدى الطفل أثناء النمو وهي الأكثر شيوعًا، والتأتأة المتأخرة "المكتسبة": وتحدث بسبب سكتة دماغية أو رضوض في الرأس أو أي نوع آخر من إصابات الدماغ.
كما أن هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من فرص الإصابة بالتأتأة، التي عادة ما تظهر لدى الأطفال في العمر من 2 إلى 6 سنوات، منها التاريخ العائلي، والاختلاف في تركيبة الدماغ، كما أن الذكور أكثر عرضة للإصابة بالتأتأة من الإناث، إضافة إلى الطبع والمزاجية، في حين أن من أبرز علامات التأتأة تكرار جزء من كلمة، وتكرار مقطع من جملة، والإطالة في إخراج أصوات الكلمات، وكذلك الصمت أو التوقف عند النطق، التي قد يصاحبها انقباض لملامح الوجه أو الجسم عندما تصعب الكلمات في الخروج.
ودعا المختصون إلى ضرورة طلب المساعدة عندما تظهر عدد من العلامات المؤدية إلى التأتأة, ومنها استمرار التأتأة لدى الطفل من 6 إلى 12 شهرًا أو أكثر، وعندما تظهر التأتأة متأخراً لدى الطفل كون التي تبدأ بعد 3 سنوات ونصف غالبًا ما تستمر، وكذلك عندما تزداد عند الطفل ووجود تاريخ عائلي للتأتأة، أو معاناة الطفل من مرض نطق أو لغة أخرى، أو يواجه صعوبات عند الحديث.
وأوضح المختصون أن التأتأة ليس لها أدوية لعلاجها، ولكن كلما كان عمر المصاب صغيرًا كلما كان علاجه أسهل وأسرع، وذلك من خلال مجموعة متنوعة من العلاجات والمهارات المتاحة والفعالة، مشيرين إلى أن من بين طرق علاج المصابين بها: التحدث بطلاقة من خلال التدريب على التحدث ببطء واستخدام العبارات القصيرة، والتحكم في التنفس وتنظيمه أثناء الحديث، واستخدام أجهزة إلكترونية مثل سماعات الأذن والاستماع للمتحدث والنطق مثله.