

أجرت دراسة مشتركة بين جامعتي كولومبيا وهارفارد في الولايات المتحدة، تحليلاً دقيقًا حول جدوى فحص الأطفال والشباب على نطاق واسع للكشف عن فرط كوليسترول الدم العائلي (FH)، وهو حالة وراثية خطيرة.
ووفقاً لتقرير نشر أمس الأحد، على موقع "ميديكال إكسبريس"، وتُظهر الدراسة، أن الفحص المبكر قد يُحد من خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية في عمر الثلاثينيات والأربعينيات.
قال أندرو موران، الأستاذ المشارك في الطب بجامعة كولومبيا والمؤلف الرئيسي للدراسة:
"الاكتشاف المبكر لارتفاع الكوليسترول وإدارته، حتى في مرحلة الطفولة، يمكن أن يمنع أو يؤخر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وربما حتى الخرف في مراحل لاحقة من الحياة."
يُصيب فرط كوليسترول الدم العائلي واحدًا من كل 250 شخصًا في الولايات المتحدة، إلا أن نحو 15% فقط من المصابين يعرفون حالتهم. ويُقدر عدد المصابين بنحو 1.5 مليون شخص.
التكلفة عائق رئيسي أمام الفحص الواسع
وبحسب الدراسة التي نُشرت في 9 نوفمبر، في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA)، رغم أن الفحص المبكر يمكن أن يُحافظ على صحة الملايين، إلا أن التكاليف الحالية للاختبارات مرتفعة جدًا، مما يجعل تطبيق الفحص على نطاق واسع غير عملي في الوقت الراهن. لكن الدراسة تشير إلى أن الفحص قد يصبح فعالًا من حيث التكلفة إذا استخدم لتوجيه إجراءات تغيير نمط الحياة والعلاج لجميع الأطفال الذين لديهم مستويات مرتفعة من الكوليسترول، وليس فقط أولئك الذين يحملون الجينات المعروفة.
التوصيات الحالية والخطوات المستقبلية
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال وجمعية القلب الأمريكية بإجراء فحص الكوليسترول للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و11 عامًا، لكن أقل من 20% من هؤلاء الأطفال يتلقون الفحص. واستكشف الباحثون أيضًا إمكانية فحص حديثي الولادة كخيار أكثر فعالية، خاصة عند دمجه مع الاختبارات الجديدة للوليد.
وأضاف موران: "لم نتوصل بعد إلى أفضل طريقة للفحص المبكر لارتفاع الكوليسترول في الدم، ولكن من خلال نمذجتنا، نستفيد من أفضل الأدلة للوصول إلى أكثر الأساليب الواعدة لاختبارها في التجارب السريرية الفعلية."