
في توضيح لافت، أكد الدكتور عبدالرحيم الشهري، استشاري المخ والأعصاب والطب الباطني، أن التحذير من الدقيق الأبيض والأرز الأبيض لا يُعد "شيطنة للخبز"، بل توعية بمصدر رئيسي للسمنة لدى أغلب الناس.
وأوضح "الشهري" عبر حسابه في منصة "إكس" أن الدقيق الأبيض المستخدم في معظم أنواع الخبز والمعجنات والتميس والشباتي والتوست والصامولي يمر بعمليات تصنيع تزيل منه الألياف والجنين والقشرة والمعادن، فلا يتبقى سوى النشا الذي يتحول داخل الجسم إلى سكر، ثم إلى دهون تُخزَّن وتزيد الوزن.
وأشار إلى أن هذا النوع من الدقيق يختلف كليًا عن القمح الكامل المستخدم قديمًا، مبينًا أن خبز الحبوب الكاملة غني بالألياف ويُمتص ببطء داخل الجسم، مما يجعله أكثر فائدة وأقل ضررًا عند تناوله باعتدال.
وأضاف أن الأرز الأبيض يمر بعمليات مشابهة لحبوب القمح، ما يجعله سريع الامتصاص ورافعًا لمستوى السكر في الدم بشكل مؤقت، ثم يؤدي إلى انخفاضه مجددًا، فيشعر الشخص بالجوع ويزداد وزنه مع الوقت.
وبيّن أن الدعوة لتقليل استهلاك الدقيق والأرز الأبيض ليست إلزامًا أو تحريمًا، بل تهدف إلى رفع الوعي بخيارات غذائية أفضل، مشيرًا إلى أن المنتجات التجارية المصنوعة من الدقيق الأبيض متوفرة وسهلة التحضير، بينما يتطلب خبز الحبوب الكاملة وقتًا وجهدًا، لكنه "الخيار الأفضل".
وأكد "الشهري" أن التوقف عن تناول الخبز والأرز الأبيض لمدة شهر لا يعني اتباع نظام الكيتو، بل هو تجربة غذائية مفيدة تساعد على ملاحظة انخفاض الوزن وتحسّن النشاط العام، لافتًا إلى أن الجسم لا يحتاج إلى السكر القادم من هذه الأطعمة، وأن مصادر النشويات المعقدة مثل البطاطا الحلوة أكثر فائدة.
وأشار إلى أنه شخصيًا يعتمد أسلوبًا غذائيًا بسيطًا في حياته اليومية، قائلاً:"آكل الإيدام بالملعقة، وهو ألذ منه بالخبز ولا يسبب انتفاخًا، وكذلك الملوخية بالملعقة، فالمسألة كلها تعوّد لا غير. الحمد لله على نعمه وأفضاله، اللهم لا نحصي ثناءً عليك ولو حرصنا، اللهم ألهمنا شكر نعمك."
وأضاف في نصيحته للمتابعين:
"جرّب أن تترك الخبز بأنواعه والأرز شهرًا كاملًا، وستلاحظ انخفاض وزنك دون عناء. كُل البيض دون خبز، والجبن الحلومي دون خبز، الإيدام بالملعقة دون خبز، ولحم الدجاج دون رز. أين المشكلة؟ المشكلة في التعود فقط."
وختم استشاري المخ والأعصاب والطب الباطني حديثه بالتأكيد على أن الوعي الغذائي مسؤولية فردية، مشددًا على أن العودة إلى خبز الحبوب الكاملة بعد تجربة الامتناع عن الدقيق الأبيض والأرز كفيلة بتحسين الصحة العامة.