مع بداية العام الهجري الجديد، يسعى الكثير لوضع الخطط والأفكار التي يحلمون بتحقيقها وإنجازها، وقد تكون بعض تلك الأحلام لها ارتباط مشترك بـ"المال"، والذي يتطلّب التعامل معه بتوازن كبير للوصول للنتائج المطلوبة.
وحول هذا الموضوع، قال مدرّب سفراء برنامج "ريالي" للوعي المالي، المستشار الدكتور سالم باشميل، لـ"سبق": مع بداية كل عام يجب أن نُطوّر ونرتب أفكارنا ومقترحاتنا، ولعلنا من خلال هذه الصفحة أن نستعرض بعضًا من تلك الأفكار تحت عنوان "التخطيط ببساطة".
وأضاف: يجب أن يتم تحديد مجالات الخطة، والتي يأتي في مقدمتها "المجال الروحي" الذي ينمو من خلال العبادات والعلاقة بالله، ثم المجال الجسدي وينمو من خلال الاهتمام بالتغذية الصحية وممارسة الرياضة، بالإضافة إلى "المجال العقلي" الذي ينمو من خلال القراءة والسماع ومشاهدة ما يثري المعرفة والتجربة، كما يجب الاهتمام أيضًا بـ"المجال المالي" الذي ينمو من خلال الوعي المالي (المعرفة المالية + السلوك المالي).
وتابع "باشميل": يمكن إعداد خطة خاصة بالأبناء كل على حدة والاهتمام بجانب أو أكثر، وليس بالضرورة تطابق المجالات بينهم؛ فما يناسب الابن في المرحلة الابتدائية قد لا يتناسب مع ابنة الثانوية، موصيًا بأهمية توزيع العام لفترات مرتبطة بحياتنا العام القادم، وليس حسب التاريخ فقط، فقد يختلف التقسيم من عام لآخر.
وواصل حديثه: يجب تحديد شهور كل فترة من الفترات الثلاثة، وخصائص كل شهر العامة والخاصة؛ مثلًا فترة الفصل الدراسي الثالث "شعبان ورمضان وشوال"، والخصائص العامة "صيام وعيد"، وأما الخصائص الخاصة فتتضمّن الإجازة السنوية وزواج أحد الأقارب.
وعن الخطوة الرابعة، قال المستشار المالي: يلزم أن يُحدّد الشخص لكل شهر أهدافًا تخدم مجالات الخطة الأربعة "روح جسد عقل مَال"، بمعدل هدفين لكل مجال، واحرص أن يكون الهدف ذكياً، ومحدّدًا بدقة، وممكنًا، ومزمّنًا، وواقعيًا، ويمكن قياسه، ومثال ذلك كهدف ذكي: ما يتعلّق "بالروح": أن أحافظ على الوتر ثلاث ركعات قبل النوم مرة في الأسبوع. وأما ما يتعلّق "بالعقل" فيكمُن في قراءة 30 دقيقة من كتاب (تحديد كتاب) يومياً. وحول "الجسد" ومثال ذلك كالمشي 30 دقيقة خمسة أيام في الأسبوع. وأخيرًا مثال "المال": ادخار 10٪ شهريًا من الدخل لشراء سيارة بعد سنتين.
وواصل: "يمكن أن تخدم المهمة أكثر من مجال، مثل حضور دورة في الوعي المالي تخدم المجال المالي والعقلي، وهكذا يراعى في الأهداف أن تتناسب مع ظروف الشهر الخاصة والعامة، فرمضان يتناسب مع الأهداف الإيمانية، والربيع مع الأهداف المتضمنة ترفيهًا ورياضة، وبنهاية الخطوات نكون وضعنا ملامح خطة العام القادم".
وختم "باشميل" حديثه بقوله: يمكن البدء بإعداد الأهداف الخاصة بأشهر الفترة الأولى فقط، وتخصيص آخر ثلاثة أيام في كل شهر للتقويم والتعديل للخطة التي وضعت لتساعدك، فلا تجعلها قيداً عليك، بل استمتع بالتنفيذ، وكن مرناً عند التعديل.