"فلوسي" و"أنت ومالك لزوجك".. "صراع المرأة العاملة والرجل" في نصائح علاجية!

"القراش": البُعد عن الأنانية وإظهار الدعم وتفادي التعالي المادي معادلةٌ يقودها الحنان
"فلوسي" و"أنت ومالك لزوجك".. "صراع المرأة العاملة والرجل" في نصائح علاجية!

"فلوسي"، كلمة ترددها بعض الزوجات الموظفات دمّرت الكثير من الأسر وأصبح ضحاياها أطفال أبرياء؛ فمال المرأة من أكثر القضايا المجتمعية المثيرة للجدل دون النظر لما تعانيه من مشاكل جانبية تتعلق بالبيت، وما تتحمله من مسؤولية تجاه الزوج والأبناء وكيف توازن بين مسؤوليتها المهنية وواجباتها الأسرية، ويزداد الأمر تعقيدًا عندما يكون محور المشكلة الراتب الذي تتقاضاه من عملها أو من دخلها الخاص.

وبينما ترى بعض الزوجات أن مشاركتها بدخلها لصالح كيان الأسرة عطاءٌ لا يتسرب فيه حسابات مادية قد تُفضي إلى ما لا يُحمد عقباه؛ يستغل بعض الأزواج في المقابل هذه الطيبة من خلال صور عديدة، وبعضهم برفع شعار "أنت ومالك لزوجك".

وأوضح عضو برنامج الأمان الأسري والباحث والمؤلف الاجتماعي عبدالرحمن القراش، أن بعض الرجال يرى أن السماح للبنت أو الزوجة بالخروج للعمل أو تقاضي بعض المال من أهلها أو من جهة معينة؛ يعطيه الحق في الاستفادة منه للتعاون في أعباء البيت؛ وإلا فإن الرجل لن يجني منها إلا التعب والسمعة السيئة.

وأضاف: "البعض من الرجال يلجأ للاستراحات والسهر وترك أعباء البيت على المرأة من صرف ونحوه؛ لكونها ذات دخل، فيتنصل من مسؤوليته، ويرمي بالحمل عليها لكونه سمح لها بأن يكون لديها دخل مستقل، ثم يطالبها بالمقابل أن تكون مدبرة منزلية ناجحة، وأي خطأ يحدث منها ولو كان صغيرًا يُلقي باللوم عليها وعلى وظيفتها".

وتابع: "أحيانًا تلعب غيْرة الرجل من نجاح المرأة دورًا مهمًّا في رفض إبقاء المال في يدها؛ حتى وإن كانت الوظيفة التي تقوم بأدائها الزوجة أقل تقديرًا ومكانة من الزوج؛ حيث تُمثل هذه النقطة نوعًا من الحساسية الشديدة للرجل، لأنه يرى مسؤولية البيت والزوجة والأولاد وكل احتياجات المنزل عليه؛ حتى وإن كان الاتفاق أن مالها لها ولن تشاركه به؛ فالمال يُعتبر القوة والسلطة للرجل، ويجب أن يكون هو المتصرف والمدبر للبيت لكيلا يظهر أمام الناس بأنه تابع للمرأة إذا كانت ذات دخل سواء ثابت أو مقطوع".

وأردف: "نحن لا ننكر أن هناك من النساء من تَمَردن على قانون الأسرة عندما أصبحن ذوات دخل مستقل، من خلال الخروج والدخول دون إخطار أحد؛ ظنًّا منهن بأن مقابل ذلك قد دفعوه من المال الذي يقدمنه لأسرهن، فيجب عدم الاعتراض على أي تصرف يقمن به يخالف رأيهن".

وبيّن "القراش" أنه لتفادي مثل هذه المشاكل والمحافظة على حقوق الطرفين يتمثل العلاج في أمرين؛ الأول خاص بالرجل، فعليه أن يتعلم الرضا ويحاول ألا يكون أنانيًّا ويطلب من المرأة التخلي عن عملها الذي تحبه أو الدخل الذي وهبها الله إياه ليحافظ على صورته أمام نفسه التي من المؤكد أنها ليست مهتزةً في أعين الآخرين كما يظن على الأرجح؛ فالمشكلة كلها فيما يدور في رأسه هو؛ لذلك يجب أن يُظهر الدعم والاحترام الذي تستحقه المرأة في كل الأوقات، ولا يتعمد إهانتها أمام أحد ليثبت له أن مكانته أعلى منها دائمًا، أو يبتزها ماديًّا لكيلا تخرج عن سلطته، والجميع في مجتمعنا يدرك أن المرأة مهما ترقـت في مناصبها أو زاد دخلها فلا تزال تنظر للرجل بنوع من التقدير والإجلال مهما حصل.

وعن الأمر الثاني، يقول "القراش": "هو خاص بالمرأة ويجب عليها أن تسعى لتقليل المشاكل بعدم ذكـر ما يضايقه أو يضعه في مواقف تُظهر نقاط ضعفه من الناحية المادية لأن الحديث فيها يُظهر الزوج بأنه قليل شأن؛ وهذا يزيد الأمور سوءًا.. كذلك يجب عليها تقديم الحب وإظهار الاحتياج له، وأن حياتها مظلمة في عدم وجوده، وأن تُذَكّـره بأجمل ما فيه وأجمل ما يملك وكم يمثـل لها؛ حتى ولو كانت مستغنية عنه ماديًّا فإن الرجل طفل كبير يمكن أن تحرك المرأة عاطفته بقليل من الحنان".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org