

قد يُحدث فحصٌ رائدٌ يستغرق 10 دقائق، طوّره باحثون من كلية لندن الجامعية (UCL)، ثورةً في علاج ملايين الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الذي يصعب علاجه.
ووفقًا لتقرير على موقع "ميديكال إكسبريس"، تكشف الدراسة، المنشورة في مجلة نيو إنجلاند الطبية، أن الفحص قادرٌ على الكشف عن فرط إنتاج هرمون الألدوستيرون في الغدد الكظرية، وهو سببٌ كامنٌ لارتفاع ضغط الدم غالبًا ما لا يُشخّص.
قد يُعاني حوالي 25% من مرضى ارتفاع ضغط الدم من هذه الحالة المرتبطة بالغدة الكظرية، إلا أن الكشف عنها لا يتم عادةً بسبب تعقيد وعدم دقة إجراءات التشخيص الحالية.
ويستخدم الفحص الجديد جهاز تتبع تصوير PET-CT مُصمَّم خصيصًا لـ"إلقاء الضوء" بدقة على المناطق مفرطة النشاط في الغدد الكظرية، مُحدِّدًا بدقة أماكن إنتاج الألدوستيرون المفرط.
صرّح الباحث الرئيسي، البروفيسور برايان ويليامز، رئيس قسم الطب في جامعة لندن: "لقد انتظرنا اختبارًا كهذا لعقود عديدة. سيُحدث هذا الابتكار البريطاني نقلة نوعية في تشخيص فرط الألدوستيرون... وسيُمكِّننا من توفير علاج مُحدَّد الهدف لمرضانا".
يُقدِّم الفحص الجديد بديلاً أسرع وأكثر أمانًا ودقةً للإجراءات الجراحية القائمة على القسطرة، والتي لا تُقدِّمها إلا القليل من المستشفيات. فهو يُمكِّن الأطباء من تحديد ما إذا كانت غدة كظرية واحدة هي السبب - مما يجعل استئصال الغدة علاجًا فعالًا - أو ما إذا كانت الأدوية التي تُعيق إنتاج الألدوستيرون هي النهج الأمثل.
طُوِّر المُتتبِّع من جزيء شبيه بالدواء بواسطة البروفيسور إريك أرستاد وفريقه، الذين استبدلوا ذرة واحدة بنسخة مُشعَّة لجعل إنتاج الهرمونات غير الطبيعي مرئيًا في فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
وقال البروفيسور أرستاد: "إنه لأمر مُجزٍ للغاية أن نتمكن من جلب ابتكارات المختبرات إلى العيادات الطبية لصالح المرضى".
في التجارب الأولى التي أُجريت في مستشفى جامعة كوليدج لندن، أظهر جميع المرضى السبعة عشر مناطق نشاط مفرطة واضحة، دون الإبلاغ عن أي آثار جانبية. وتجري حاليًا تجربة سريرية من المرحلة الثانية لتقريب الفحص من استخدام هيئة الخدمات الصحية الوطنية.