كشفت دراسة سعودية حديثة على مستوى الماجستير عن وجود نسبة مقلقة من البكتيريا الممرضة والمقاومة للمضادات الحيوية، يمكن أن تسبب العدوى بها مضاعفات صحية خطيرة، في مدينتَيْ جدة ومكة، وذلك مقارنة بالأبحاث المنشورة عالميًّا.
وفي الرسالة التي نوقشت في أروقة قِسم الأحياء بكلية العلوم في جامعة أم القرى للباحثة سارة بنت محمد عرفة، بإشراف دكتور حسين أبو الريش، تناولت الباحثة ما يتعلق بدراسة انتشار بكتيريا E.coli (إي كولاي) الممرضة المسببة لالتهابات المسالك البولية، ومدى ضراوتها، ومقاومتها للمضادات الحيوية في مكة المكرمة.
وقد جمعت الباحثة نحو 1000 عينة من مراكز مختلفة في محافظتَي مكة المكرمة وجدة؛ للتعرف على وجود البكتيريا الممرضة والمقاومة للمضادات الحيوية، التي يمكن أن تسبب العدوى بها مضاعفات صحية خطيرة، وخلصت من هذا العدد إلى وجود ٥٪ (٥٠ عينة) من العينات أثبتت الدراسات المخبرية أنها من البكتيريا المقاومة، وبها عدد من عوامل الضراوة الجينية مقارنة بالأبحاث المنشورة عالميًّا.
ووصف أحد مناقشي رسالة الماجستير، دكتور محمد المنجد، الموضوع لـ"سبق" بـ"الأول من نوعه على مستوى المنطقة"، لافتًا إلى أنه من الموضوعات التي تحظى بأولوية بحثية ضمن الأمان الحيوي، وما يُشكِّله من أهمية قصوى في الحد من انتشار الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية؛ الأمر الذي قد يشكِّل تهديدًا للصحة والسلامة العامة، وذلك وفقًا لتحذيرات منظمة الصحة العالمية.
وأضاف "المنجد" بأن موضوع البحث يتسق مع أحد أهداف رؤية السعودية 2030 المتعلقة بمبادرة مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، والدراسات المتعلقة بها، الهادفة إلى تعزيز الوقاية الصحية.
ويتوقع أن تصبح البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تحديًا كبيرًا للبشرية خلال العقود القليلة القادمة؛ فقد قدر تقرير أوصت بإعداده الحكومة البريطانية في عام 2016 أن نحو 10 ملايين إنسان قد يموتون بسبب إصابة مقاومة للمضادات الحيوية بحلول عام 2050.