مع حلول فصل الخريف وتحول الطقس ليصبح أقل دفئاً، وتزداد الليالي برودةً مع غروب الشمس المُبكر، قد تبدأ في ملاحظة كثرة العطاس من بعض الأشخاص حولك، في حين أن أبرد فترات الشتاء التي تعد ذروة موسم الزكام والإنفلونزا، لا تزال على بُعد بضعة أشهر!
يمرض عددٌ كبيرٌ من الناس خلال هذه الفترة الصغيرة من العام حيث يتحوّل الطقس من الصيف إلى الخريف، لكن لماذا؟ وما الذي يمكنك فعله لتجنب الإصابة بالمرض خلال هذه الفترة؟
تتميّز الفترة التي تمتد من نهاية الصيف وبداية الخريف بتغيرات بيئية كبيرة، وهذا التحول بالتحديد هو الذي يجعل الناس أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض، هذا يعني أن انخفاض درجة الحرارة ليس هو السبب المباشر لنزلات البرد أو الزكام، فمع برودة الطقس، تكون لديك ظروف أفضل لتنمو البكتيريا والفيروسات وتتكاثر، إضافة إلى فيروس الإنفلونزا الذي ينتشر في الطقس الأكثر برودة وجفافاً.. وهي الظروف التي تسود عادة في فصل الخريف، وفي حين أن الشتاء يكون أكثر برودة بالتأكيد، إلا أنه في أجزاءٍ كثيرة من العالم يكون أيضاً أكثر رطوبة.
تعد بداية الخريف هي بداية موسم الحساسية لعديد من الأشخاص (أو ما يسمّى حمّى القش أو الكلأ)، لكنها أقل شيوعاً من موسم الحساسية في الربيع، فهناك بعض الأعشاب والشجيرات التي تطلق حبوب اللقاح في نهاية فصل الصيف، مثل عشبة الرجيد.
وعلى الرغم من أن الحساسية لا تنتج عن الإصابة بالفيروسات، إلا أن هذه الحساسية تسبّب العطاس والسعال وسيلان الأنف، في الوقت الذي تزدهر فيه الفيروسات، مما يسهم في نقل وانتشار فيروسات الزكام والإنفلونزا.
عديد من البكتيريا والفيروسات معدية وتنتقل بسهولة من شخصٍ لآخر، وعندما يبدأ الطقس في البرودة، يقضي الناس وقتاً أطول في الداخل، إضافة إلى أن الخريف يعد فترة عودة الطلاب إلى المدارس والجامعات، هذه التجمّعات مع انخفاض التهوية يسهلان انتشار الجراثيم المسبّبة للمرض.