تدفع إصابة البعض بالصداع النصفي إلى اتباع أنماط حياتية وغذائية معينة، تساعد على الوقاية من النوبات، كانتظام مواعيد الإفطار وشرب القهوة، وكلما اقترب شهر رمضان يبدأ هؤلاء المرضى بالقلق من تغير هذه الأنماط خلال الصيام، وهو ما يجعل المريض أحياناً يتخلّف عن صيام الشهر كاملاً.
وينقل موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن العميد السابق لكلية الطب في جامعة مؤتة الأردنية، استشاري جراحة الدماغ والأعصاب الدكتور أحمد التميمي: إن احتمالات الإصابة بنوبات الصداع النصفي تتزايد في عددها وشدتها خلال شهر رمضان؛ بسبب قلة السوائل في الجسم، ونقص السكر بشكل كبير إلى جانب التوتر الشرياني، وانخفاض الكافيين، وهي أسباب قد تؤدي إلى زيادة في النوبات.
وينصح "التميمي" المرضى بمعرفة الأنماط الغذائية والحياتية التي يمكن اتباعها لتقليل الألم.
وتوضح أخصائية التغذية العلاجية فاتن النشاش أن الأيام الأولى من شهر رمضان عادة ما تشكّل قلقاً لمرضى الصداع النصفي، بسبب الاختلاف المفاجئ في الأنماط الغذائية والحياتية، لذا فإنه ينبغي التمهيد قبل رمضان بنحو أسبوعين لمساعدة المرضى على تخفيف حدة النوبات ومباعدتها في الأيام الأولى.
وتنصح "النشاش" المصابين بالصداع النصفي، بداية من تقليل كميات القهوة والمنبهات التي يستهلكها المصاب تدريجياً، حتى تصبح في حدها الأدنى عند بدء شهر الصيام، إلى جانب تقليل كميات القهوة كذلك، وتأخير موعد تناولها، وتأخير موعد الإفطار خلال الأيام السابقة لرمضان، وتقليل أي وجبات بينية أو خفيفة بين الوجبات الرئيسية خلال اليوم، والحفاظ على ترطيب الجسم بشكل مستمر عبر شرب كميات كافية من الماء، إلى جانب تحسين النوم وتعديله بما يتماشى مع رمضان.
كذلك تنصح السيدات بتناول الأغذية الغنية بالمغنيسوم الذي يساعد على نوم عميق واسترخاء الأوعية الدموية خلال وقبل الدورة الشهرية، وأبرزها الخضراوات الخضراء، إلى جانب تناول أطعمة غنية بالأحماض الدهنية الجيدة والمتوفرة بالأسماك.
أما في حال شعور الشخص باحتمالية إصابته بنوبة للصداع، فنصحت بالابتعاد عن الأطعمة التي يمكن أن تحفز الصداع كالشوكولاته والألبان والأجبان تحديداً خلال وجبة السحور، وتعويضها بالنشويات المعقدة كالخبز الأسمر، والبقوليات كالفول والحمص والشوفان وخبز الشعير، وأي أغذية تحتوي على ألياف، والخضراوات مع أغذية تحتوي على البوتاسيوم كالتمر والموز.
وتؤكد "النشاش" أن قدرة الشخص على الصوم من عدمه رهن للطبيب المعالج، حسب النوبات وتكرارها وشدتها، فمثلاً في حالات القيء المستمرّ المرافق للصداع يحتاج المريض للسوائل والماء.
فيما يؤكد "التميمي" أن المرضى الذين يصابون بنوبات بسيطة ومتباعدة ويمكنهم التعامل مع الألم يستطيعون الصوم بشكل طبيعي، لكنّ في حال تكرار النوبات وتزايد شدتها يوصي الأطباء المريض بتناول العلاجات والماء للتقليل من الألم.