مختصان في جراحة القدم: التعاون بين التخصصات يقلّل من معدلات البتر ويحسّن جودة حياة مرضى السكري
أكد مختصان في جراحة القدم والكاحل أن بتر القدم يُعد من أخطر المضاعفات المرتبطة بداء السكري، مشيرَين إلى أن الوقاية تعتمد بشكل كبير على الكشف المبكر والتعاون بين مختلف التخصصات الطبية.
وأوضح الدكتور عبدالعزيز كيماوي، أستاذ مساعد واستشاري جراحة القدم والكاحل والقدم السكرية، والحاصل على البورد والزمالة الأمريكية، أن غالبية حالات البتر تحدث نتيجة تطور التقرحات أو الالتهابات المزمنة في القدم، لاسيما عند وجود مشاكل في الأعصاب أو ضعف الدورة الدموية. وأضاف أن كثيرًا من هذه الحالات كان بالإمكان تداركها لو تم التدخل في الوقت المناسب وبالأساليب الطبية الملائمة.
وأشار كيماوي إلى أن الاعتلال العصبي السكري قد يُفقد المريض الشعور بالألم، ما يؤدي إلى تجاهل الجروح أو التقرحات حتى تتفاقم. كما أن السكري يؤثر سلبًا على الأوعية الدموية الدقيقة، مما يُبطئ التئام الجروح ويزيد من خطر العدوى. وفي حال وصول العدوى إلى العظام أو الأنسجة العميقة، قد يصعب علاجها بالوسائل التقليدية، ويصبح البتر خيارًا لا مفر منه للحفاظ على حياة المريض.
وبيّن أن الوقاية من البتر تتطلب رعاية شاملة من فريق طبي متخصص يشمل جراحة القدم، وأمراض الأوعية الدموية، والغدد الصماء، والتغذية، والعناية بالجروح، والأمراض المعدية، لتقديم خطة علاج متكاملة.
من جانبه، شدد الدكتور هاني بادحدح، استشاري جراحة القدم والكاحل والقدم السكرية، وقائد المسار الصحي للقدم السكرية بوزارة الصحة، على أن التعاون بين التخصصات الطبية هو العامل الأهم في خفض معدلات البتر. وأكد أن الرعاية المنهجية تُحدث فرقًا كبيرًا في إنقاذ الأطراف وتحسين حياة المرضى.
وأوضح بادحدح أن الدراسات تشير إلى أن أكثر من 80% من حالات بتر القدم يمكن تجنّبها من خلال الكشف المبكر، والمتابعة الدورية، والتثقيف الصحي، والعناية الدقيقة بالقدم لمرضى السكري. وأضاف أن رفع مستوى الوعي، وتوفير الرعاية المتخصصة، وتفعيل دور الفرق متعددة التخصصات، جميعها تشكل خط الدفاع الأول للحد من البتر وتحقيق نتائج علاجية فعالة.