كشف استشاري الأمراض الصدرية وطب النوم مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي، أن المشي أثناء النوم يصيب الأطفال أكثر من البالغين، إذ يصيب حوالي 17% من الأطفال و2% - 4% عند البالغين، وهو يحدث أثناء النوم العميق، أي في المنتصف الأول من النوم الطبيعي.
وأشار إلى أن الأعراض عادة تتفاوت فمن الممكن أن يستيقظ الطفل ويترك سريره ويمشي في غرفة النوم، ولكن قد يتجاوز ذلك بالخروج من غرفة النوم، وربما من باب البيت الرئيسي إذا كان مفتوحاً وغير مؤمنًا بالإغلاق المحكم وهنا تكمن الخطورة.
وتابع: "قد يعود الطفل إلى سريره عندما يكون داخل البيت، أو ربما ينام في أي موقع آخر في المنزل، ولا يتذكر الطفل ما حدث له، وإذا استيقظ أثناء السير وهو نائم يكون مختلط الذهن، وإذا حاول أحد استيقاظه ربما يؤدي ذلك إلى هيجان عصبي، لذلك ينصح في حالة حدوث هذه المشكلة عند الطفل بعدم إيقاظه من النوم في تلك الفترة، وعند مشاهدة الطفل يمشي أثناء النوم يجب الإمساك بيده بلطف وإعادته إلى سريره لاستكمال النوم".
وأضاف أن "هناك حالات قد تكون مصاحبة لمشكلة المشي أثناء النوم، إذ قد تتطور إلى أمور أكثر تعقيداً، منها تناول الأكل أثناء النوم، فنجد الطفل يأكل أثناء النوم بدون وعي ومع استمرار المشكلة قد يزداد وزن الطفل، وأيضاً هناك حالات يقوم فيها الطفل بتنظيم وترتيب الغرفة أو الصالة أثناء النوم ليس تنظيماً دقيقاً ولكن ربما يغير من ترتيب البيت، وبذلك يلاحظ أن الأمر تطور من المشي البسيط أثناء النوم إلى أمور أكثر تعقيدًا".
وأشار إلى أن هناك عدة عوامل ربما تؤدي إلى السير أثناء النوم أهمها،الجينات ووجود تاريخ أسري بخصوص السير أثناء النوم، مضيفاً: "الأمر الآخر إذا وجدت أمراض أو اضطرابات أخرى في النوم مثل انقطاع النفس أثناء النوم، أيضًا من العوامل الأمراض العصبية مثل الشقيقة أو الجلطة الدماغية "لا قدر الله" التي ربما تؤدي إلى السير أثناء النوم أو زيادة نوباته".
وقال: "هناك بعض الأمراض مثل زيادة إفراز أو نشاط الغدة الدرقية قد تؤدي إلى ذلك، وأيضًا بعض الأدوية قد تؤدي إلى زيادة نوبات السير أثناء النوم، وأخيرًا السهر الذي يعد من أبرز وأهم اضطرابات النوم الشائعة في مجتمعنا يعتبر من العوامل التي ربما تؤدي إلى زيادة نوبات السير أثناء النوم".
ويشير إلى أن علاج المشكلة يتمثل في زيادة الوعي بخصوص سلوكيات النوم الصحي، وتأمين البيت والمطبخ بشكل جيد بالإغلاق المحكم إذا يوجد طفل يعاني من المشي أثناء النوم حتى لا يتجاوز بالخروج عبر البوابة الرئيسية تفاديًا لحدوث أي مخاطر (لا قدر الله)، وتجنب محاولة ايقاظ الطفل أثناء النوبة أو المشي وإعادته إلى سريره بطريقة هادئة، وأيضًا يجب إغلاق باب المطبخ لضمان سلامته، وينصح في حال وجود حالة معقدة من المشي أثناء النوم بضرورة عرضها على طبيب اضطرابات النوم لتشخيصه وعلاجه.