تؤثر صحتنا النفسية -إلى حد كبير- على جهازنا الهضمي، فمع ازدياد التوتر والقلق الذي قد نشعر به، غالبًا ما تظهر بعض الأعراض الهضمية المزعجة كالانتفاخ والحموضة.
أخصائية التغذية كلير بارنز أوصت بتدوين الملاحظات عند الشعور بأعراض معينة في الجهاز الهضمي؛ لا سيما مع وجود التوتر والقلق.
ووفق ما نقلته "سكاي نيوز عربية" عن كلير؛ يمكن أن تتلخص الأعراض في التالي:
أوضحت "كلير" أن الحموضة المعوية مرتبطة بالإجهاد، وتشير الأدلة إلى أن 25% من عامة الناس يعانون من الحُرقة مرة واحدة على الأقل شهريًّا.
وتاريخيًّا، كان يُعتقد أن حرقة المعدة مرتبطة بحمض المعدة المفرط؛ لكن النظريات الجديدة تشير إلى عكس ذلك؛ حيث إن انخفاض حمض المعدة (نقص الهيدروكلورية) يمكن أن يكون السبب.
ويعمل حمض المعدة على منع دخول الميكروبات المسببة للأمراض إلى الأمعاء؛ لذلك إذا كان منخفضًا، فإنه يسمح بدخول هذه الميكروبات، ويمكن أن يؤدي إلى نمو الكثير من البكتيريا الضارة.. هذا يمكن أن يمنع جسمك من امتصاص العناصر الغذائية مثل فيتامين بي 12، وحمض الفوليك والحديد والكالسيوم والزنك.
وقالت "كلير": "نقص هذه العناصر الغذائية يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في نمط إنتاج الناقلات العصبية الكيميائية في الدماغ، وربما يزيد من التوتر والقلق".
يتأثر ثلثنا تقريبًا بالانتفاخ؛ لكن العديد من الناس يلاحظون أيضًا أنهم يعانون من الانتفاخ عندما يشعرون بالتوتر أو القلق.
وقالت "كلير": "هذا ليس مفاجئًا لأنه عندما يتم تنشيط الجهاز العصبي في أوقات الإجهاد، تَقِل نِسَب تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي، وقد ينتج عن ذلك عُسر في الهضم؛ مما قد يؤدي لحدوث التهاب يكون مصدرًا غذائيًّا لبكتيريا الأمعاء غير المرغوب فيها، والتي قد تُوَلّد المزيد من الغازات".
وأضافت "كلير": "تأكدْ من أنك تشعر بالراحة قبل تناول الطعام، وركز بشكل كامل على الوجبة التي أمامك وخذ وقتك في المضغ جيدًا".
يمكن أن يحدث الإمساك بسبب فرط نمو "الميكروبات الضارة" في القناة الهضمية، أو يمكن أن يكون لميكروبات الأمعاء تأثير مُعاكس وتُسبب الإسهال بسبب ارتفاع مستويات السيروتونين.
وأوضحت أن: "تناول الأطعمة المخمرة بانتظام مثل مخلل الملفوف والزبادي، يمكن أن تساعد في تحسين التوازن والتنوع في ميكروبيوتا الأمعاء".
ولفتت إلى أن زيادة تناول الألياف (الخضروات، والفواكه، والمكسرات، والحبوب الكاملة)، وشرب الكثير من الماء خلال اليوم؛ يمكن أن يساعد أيضًا في تحسين حركات الأمعاء.
كما أضافت كلير: "هناك أدلة متزايدة على أن الإجهاد وزيادة هرمون التوتر (الكورتيزول)، يلعبان دورًا في السمنة؛ وهذا يعني أن جهودك لفقدان الوزن أو مجرد الحفاظ على وزنك الحالي يمكن أن يُسقطها التوتر.
وأوضحت: "من المعروف أن الكورتيزول يتسبب في إعادة توزيع الخلايا الدهنية في منطقة البطن مع شعور بزيادة الشهية؛ لذلك عندما تكون متوترًا، قد تأكل أكثر".
وقالت: متلازمة القولون العصبي هي مرض مُعَقد يصعب تحديد مسبباته؛ لأنها تختلف من شخص لآخر، ومع ذلك، تعتقد كلير أن الإجهاد يمكن أن يكون سببًا محتملًا للحالة أو على الأقل يكون السبب الرئيسي وراء ظهور الأعراض.
وتختلف أعراض متلازمة القولون العصبي من شخص لآخر؛ اثنان من الأعراض المبلغ عنها هما الانتفاخ وألم في البطن أو التقلصات.