"التصوير الجزئي".. تقنية واعدة تزف بشرى لمرضى السرطان

باحثون: تُسَهل مهمة الجراحين عند استئصال الورم الأرومي العصبي
"التصوير الجزئي".. تقنية واعدة تزف بشرى لمرضى السرطان

نجح باحثو كلية لندن الجامعية، في تطوير تقنية جديدة تسمى "التصوير الجزيئي" أثناء الجراحة، من شأنها تسهيل مهمة الجراحين عند استئصال الورم الأرومي العصبي؛ بحسب دراسة نُشرت، الاثنين، بدورية أبحاث السرطان، الصادرة عن الجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان.

الورم الأرومي العصبي

يُعرف الورم الأرومي العصبي بأنه سرطان يتطور بسبب خلايا عصبية غير ناضجة توجد في عدة مناطق في الجسم، بحسب منصة "مايو كلينك" الطبية.

ينشأ هذا الورم في معظم الأحيان في الغدد الكظرية وحولها؛ حيث إن لها أصولًا مشابهة للخلايا العصبية وتقع فوق الكلى.

ويمكن أن يتطور الورم الأرومي العصبي أيضًا في مناطق أخرى بالبطن وفي الصدر والرقبة وبالقرب من العمود الفقري؛ حيث يوجد مجموعات من الخلايا العصبية.

يصيب الورم الأرومي العصبي في أغلب الأحيان الأطفال في عمر 5 سنوات أو أصغر؛ رغم أنه قد يحدث بشكل نادر في الأطفال الأكبر سنًّا.

وعادةً ما يتضمن العلاج القياسي إجراء عملية جراحية لإزالة الخلايا السرطانية تمامًا، والتي قد تصعب رؤيتها؛ لأنها تشبه الأنسجة السليمة المحيطة.

تقنية واعدة

تعتمد تقنية "التصوير الجزيئي" أثناء الجراحة، على حقن المواد الكيميائية في مجرى الدم لتكون بمثابة مجسات تصوير، تنجذب هذه المواد الكيميائية إلى الخلايا السرطانية في الجسم، وتضيء المجسات عبر عملية تسمى "التألق"، والتي بدورها تضيء الورم.

نجحت التقنية الجديدة، التي استُخدمت أثناء الاختبارات قبل السريرية على الفئران، في الكشف عن جزء من الورم الذي لم تتم إزالته أثناء الجراحة.

يقول ديل ووترهاوس، أحد معدي الدراسة: عزز استخدام التصوير بالموجات القصيرة بالأشعة تحت الحمراء (SWIR)، تباين الصور؛ مما سمح لنا بتمييز الورم بشكل أوضح عن الأنسجة السليمة المحيطة.

أظهرنا أيضًا أن مجسات التصوير الجديدة تستهدف الورم الأرومي العصبي بدرجة عالية من الدقة.

ويمكن استخدام التقنية الجديدة لمساعدة الجراحين على تحديد حدود الورم بوضوح.. علاوة على ذلك قد يساعد الجراحين في تحديد مكان أجزاء الورم المتبقية بعد الجراحة.

وعلى المدى الطويل، يمكن تطبيق هذه التقنية في العديد من حالات الإصابة بأنواع السرطان المختلفة؛ لتحسين رؤية الجراحين؛ وبالتالي تحسين نتائج جراحات السرطان.

أنواع أخرى من السرطان

تُعرف الموجة القصيرة (IR (SWIR بأنها مجموعة فرعية من نطاق الأشعة تحت الحمراء في الطيف الكهرومغناطيسي، وتغطي أطوالًا موجية تتراوح من 1.4 إلى 3 ميكرون.

هذا الطول الموجي غير مرئي للعين البشرية، ونتيجة لذلك يمكن أن يُقَدّم في كثير من الأحيان صورة أفضل مما يمكن تحقيقه من خلال التصوير بالضوء المرئي.

ورغم أن النهج الحالي يستهدف الورم الأرومي العصبي؛ إلا أن ديل ووترهاوس يرى أن استخدام الجراحة الموجهة بالضوء الفلوري SWIR، يمكن أن تسهم في تحسين جراحات العديد من أنواع السرطان الأخرى.

ويقول ووترهاوس إنه يمكن دمج تقنية SWIR مع أكثر من 40 مجسًّا مختلفًا من مجسات التصوير الجزيئي، التي تستهدف أنواعًا مختلفة من السرطان قيد التجارب السريرية حاليًا (بما في ذلك سرطانات: الثدي والكلى والمبيض والرئة والبنكرياس والدماغ والفم والقولون والمستقيم والمريء والبروستات)؛ وفق "سكاي نيوز".

ويلفت إلى أن إقران تقنية SWIR مع أي من هذه المجسات الجديدة؛ من شأنه تحسين تباين الصورة ووضوحها بشكل أكثر دقة؛ مما يعزز جراحة السرطان.

وعن الخطوة المقبلة، يقول الباحث بكلية لندن الجامعية: إنه برفقة زملائه في الفريق البحثي يعكفون حاليًا على بناء نظام من الجيل الثاني لاستخدامه في التجارب السريرية الأولى على البشر؛ آملين إنجازه في وقت لاحق هذا العام؛ بهدف التأكد من فعالية التقنية الجديدة وجدوى استخدامها مع البشر.

يشار إلى أن الدراسة أجريت بشراكة بين كلية لندن الجامعية والأكاديمية الملكية للهندسة بالمملكة المتحدة؛ فيما ضم الفريق البحثي تخصصات متنوعة، من جراحين ومهندسين وعلماء أحياء وعلماء كمبيوتر.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org