يتساءل الكثيرون: لماذا يزداد وزني في رمضان رغم الصيام؟ والبعض الآخر يبحث عن الغذاء والأطعمة المناسبة للصحة والصيام في آن واحد، كما يحاول تجنب الأطعمة الضارة والمؤثرة في الصيام.
حول هذا الموضوع يؤكد استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير، في جامعة تورنتو بكندا الدكتور عبدالله الذيابي أن التنوع في الأطعمة والتفنن في إعداد أنواع الحلويات الذي أصبح عادة مصاحبة لشهر رمضان المبارك لدى المجتمعات الإسلامية عامة والعربية بشكل خاص، يزيد الاغراءات لالتهام كم كبير من الطعام، مما يسبب زيادة في الوزن والسمنة خلال شهر رمضان.
وشدد على أن شهر رمضان فرصة للتغلب على داء السمنة وتبعاته كالتخمة واضطرابات الجهاز الهضمي، والتي تؤثر على صحة الجسد ونشاطه وبالتالي على أداء العبادة في رمضان.
وأشار "الذيابي" إلى أن قرابة 33% من المجتمع السعودي يعانون من السمنة، لافتاً إلى أن السمنة تصيب النساء أكثر من الرجال وفق الدراسات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية عام 2016.
وقال: بسبب عدم التوازن بين كمية السعرات الحرارية المكتسبة من الطعام والجهد البدني المبذول تحدث الزيادة في الوزن بشكل غير مرغوب، تتراكم معه الدهون، مما يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض: كارتفاع الكولسترول، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وخشونة المفاصل، والانزلاق الغضروفي، وأمراض القلب والشرايين، وجلطة الدماغ، وضعف الإنجاب لدى النساء.
وتابع: العادات الغذائية السليمة لها فوائد عدة؛ أهمها المساهمة في إنقاص الوزن التدريجي خلال شهر رمضان، اليسر والسهولة في أداء العبادات، النوم الخفيف والعميق، زيادة معدل النشاط وسهولة الحركة.
وأكمل: لتحقيق ذلك ينصح بتقسيم الوجبات الغذائية إلى عدة وجبات صغيرة كوجبة إفطار خفيفة قبل صلاة المغرب وأخرى كوجبة رئيسة بعد صلاة المغرب، ووجبة عشاء بعد صلاة التراويح ومن ثم وجبة السحور، بحيث تكون كميات الطعام صغيرة تلبي حاجة الجسم ولا تصل الى التخمة.
ويردف: يُنصح بمراعاة كمية السعرات الحرارية المتناولة خلال ساعات الليل بحيث تكون أقل من احتياج الفرد، ويُقدَّر متوسط الاحتياج اليومي للبالغين بقرابة 2500 سعرة حرارية للذكور، و2000 سعرة حرارية للإناث.
ويضيف: كما يجب الحرص على شُرب الماء والعصائر الطبيعية دون إضافة سكر، والابتعاد عن العصائر المحلاة والنكهات، والتقليل بشكل كبير أو تجنُّب تناول الحلويات الرمضانية المشبعة بالسكريات، والتقليل من الأطعمة الغنية بالدهون والأطعمة المقلية، وتناول الفواكه والخضراوات والأطعمة المسلوقة والمشوية، وجميع هذه الممارسات تمد الجسم بالطاقة والفيتامينات والمعادن اللازمة لصحة أفضل، وتعين على أداء العبادات بيُسر وهي غاية الجميع".
ويتابع: من أبرز التحديات خلال شهر رمضان الانتظام على ممارسة الرياضة؛ للتخلص وحرق الدهون المتراكمة بالجسم، فقد يشعر البعض بالخمول أو الرغبة بالنوم لساعات طويلة خلال النهار، ويعانون ليلًا من الأرق وقلة النوم بسبب التخمة نتيجة تناول الوجبات الكبيرة، أو قضاء وقت طويل أمام شاشات التلفاز.
ويستطرد: بالرغم من أهمية الرياضة لإنقاص الوزن، إلا أنه ينبغي على الصائم اختيار الأوقات والأماكن المناسبة للممارسة، فالأوقات المناسبة للشخص الطبيعي يفضل أن تكون بداية التمارين الرياضية قبل الإفطار بساعة ليتمكن من الانتهاء قبل الإفطار بوقت وجيز، وكذلك من الأوقات المناسبة بعد تناول الطعام بمدة من 2-3 ساعات.
ويؤكد الاستشاري "الذيابي" أنه يجب مراعاة عدم ممارسة تمارين شديدة خلال ساعات الصيام، والحرص على شرب الماء والعصائر بعد الإفطار وخلال ساعات الليل؛ لتعويض فقدان السوائل في فترة الصيام، والحرص على البعد عن أماكن العمل تحت الشمس بشكل مباشر أو الأماكن مرتفعة الحرارة، فقد يؤدي ذلك للإصابة بالجفاف نتيجة فقدان الجسم لكميات كبيرة من السوائل.