أكدت دراسة علمية، إمكانية استغلال بيئة البحر الأحمر في الحصول على بكتيريا بحرية قادرة على إنتاج إنزيم "المثيونينيز" المضاد للسرطان بعد الكشف عن أن العلاج بالإنزيمات يعد إستراتيجية فعالة لعلاج الأمراض السرطانية.
وأشارت الدراسة التي أنجزتها الباحثة بقسم الأحياء في كلية العلوم بجامعة الملك خالد عيشه غالب السلامي، بإشراف الدكتور ياسر صبري تحت عنوان "التخليق الحيوي والتوصيف لإنزيم المثيونينيز من البكتيريا البحرية المعزولة من البحر الأحمر وفاعليته المضادة للسرطان"، إلى إمكانية تحسين اقتصاديات إنتاج الإنزيم باستخدام المخلف الصلب لعصير السمسم (كُسب السمسم) بصفته بيئة رخيصة لتنمية الميكروبات وإنتاج الإنزيم.
وحصلت الباحثة، خلال دراستها، على 59 عزلةً بكتيرية بحرية من ثلاثة مواقع في سواحل "حلي" و"الشقيق" و"عمق" على ساحل البحر الأحمر، حيث تمكنت سلالتان بكتيريتان من إنتاج كمية كبيرة من الإنزيم تم تعريفهم جزيئياً خلال التسلسل الجزيئي للجين 16S rRNA وإيداعهم في قاعدة بنك الجينات باسم جامعة الملك خالد (Pseudomonas stutzeri) و(Pseudomonas otitidis).
وبيّنت النتائج التي توصلت إليها الباحثة أن الخصائص الحركية للإنزيم من حيث النشاط والثبات الحراري والحمضي تؤهله للعمل كمضاد للسرطان حيث تمت تجربة الإنزيمات المنقاة على خلايا سرطانية للثدي والقولون والكبد وذلك بمختبر بيولوجيا السرطان بقسم الأحياء، وأظهرت النتائج فاعلية كبيرة للإنزيم المنتج من بكتيريا Pseudomonas stutzeri ضد أنواع الخلايا السرطانية الثلاثة ( سرطان الثدي، سرطان الكبد، سرطان القولون ) مع قيم IC50 تبلغ 6.6، 7.9، 9.03 ميكروجرام/مل على التوالي.
وأدى الإنزيم إلى ثبات وتوقف الخلايا في مرحلة نمو الخلية G1 لخلايا سرطان القولون والكبد، فيما زاد من توقف الخلايا لسرطان الثدي في المرحلة S كما ظهرت نسبة عالية من الموت المبرمج الخلوي في جميع الخلايا السرطانية المختبرة.
وأوصت الدراسة باستخدام البيئة البحرية للبحر الأحمر كمصدر غني للأنواع البكتيرية المستخدمة لإنتاج وتطوير الأدوية المضادة للسرطان مع الحاجة إلى مزيد من الدراسات التفصيلية لاختبار الفرضية، في نماذج الحيوانات، جنبًا إلى جنب مع التجارب السريرية البشرية.