أوضح طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين، أن ألم الظهر هو الذي يراجع من أجله عدد كبير من المرضى للأطباء، حيث يشكل هؤلاء المرضى حوالي ثلث مراجعي العيادة الروماتيزمية إذا تم استثناء الحالات المرضية وهو أحد أهم عوامل دخول المستشفيات، ولا يوجد أحد إلا وقد أصيب بألم الظهر في مرحلة من حياته.
وقال الدكتور ضياء حسين إن هناك دراسات عديدة وجديدة كشفت وجود علاقة بين قلة النوم وآلام أسفل الظهر، ومنها دراسة أجراها فريق بحثي من كلية الطب بجامعة شينجيانغ الصينية على 400 ألف شخص من أصول أوروبية ونشرتها مجلة فروتيرز إن نيورساينس للأمراض العصبية، توصلت إلى أسباب جديدة لآلام أسفل الظهر وهي الأرق واضطرابات النوم.
وأشار إلى أن تلك الدراسات كشفت أن تحسين عادات النوم قد يكون له دور مهم لعلاج هذه الآلام. وقال إن هناك دراسة أخرى شملت حوالي27 ألف نرويجي أظهرت أن قلة النوم، وما يترتب عليها من تعب تهدد المرء بالمعاناة من آلام الظهر الحادة بنسبة تصل إلى 66%.
واعتبر معدو الدراسة بجامعة الطب والتكنولوجيا النرويجية، أن تغيير عادات النوم قد يكون المفتاح وراء الشفاء من آلام الظهر، وأن هناك دراسة بريطانية شملت 4300 شخص أعمارهم أكثر من 50 سنة، وكانوا بحالة صحية جيدة وبعد 3 سنوات وجد الباحثون أن 19% من المشاركين ظهرت لديهم أعراض متلازمة الألم العضلي الليفي (الفيبروميالجيا) التي تعتبر أحد الأمراض الروماتيزمية لكنه غير مناعي وأن أكثر العوامل ارتباطاً بظهور الألم وجود سوء جودة النوم، وأن حرمان الأصحاء من النوم العميق يسبب آلاماً منتشرة في الجسم.
وشدد الدكتور حسين على ضرورة حصول الفرد على النوم الصحي وجودته لتفادي الكثير من المشاكل ومنها آلام أسفل الظهر، وتجنب السهر، لضمان عمل هرمون الميلاتونين الذي يضبط الإيقاع اليومي للفرد وساعته البيولوجية، فهذا الهرمون يشكل أهمية كبيرة وينتجه الدماغ استجابة للظلام، ويبلغ ذروته بين الساعة 11 مساء و 3 صباحاً، والمستويات الليلية من الميلاتونين أعلى بنحو 10 مرات مما تكون عليه في النهار، وإن التعرض للضوء بالليل عبر الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الأخرى يمنع إنتاج الميلاتونين وبالتالي يؤدي إلى اضطرابات النوم.