في محاولة من قِبَل أصحاب الشركات للاحتفاظ بالموظفين الكفاءات، وتقديم حوافز لهم لعدم التفريط بهم لمنافسين آخرين، ولتحقيق الموازنة بين العمل والحياة الشخصية، بدأت العديد من الشركات الأمريكية تجربة نظام عمل جديد قائم على الدوام لمدة أربعة أيام فقط في الأسبوع بدلًا من خمسة.
وطُلِب من المشتركين في هذه التجربة تطبيقها لمدة ستة شهور؛ على أن تنخفض معها ساعات العمل من أربعين ساعة أسبوعيًّا، إلى اثنتين وثلاثين ساعة، دون المساس بالمستحقات المالية للموظفين.
وخلُصت بعض التجارب التي خاضتها عدة شركات أمريكية خلال الآونة الماضية، إلى أن الموظفين الذين اقتصر دوامهم على أربعة أيام فقط في الأسبوع، كانت إنتاجيتهم أعلى، كما عبّروا عن شعورهم بالسعادة على نحو أكبر.
ومن إيجابيات العمل لأربعة أيام فقط في الأسبوع، وفقًا لهذه التجارب كما نقلتها "سكاي نيوز عربية"؛ أنه جعل الموظفين يتمسكون بعملهم بشكل أكبر؛ مما يحقق توازنًا في المعادلة الصعبة بين الحياة المهنية والشخصية للموظف.
وتعليقًا على هذه التجربة، قال ديفيد ليفنثال كبير المحررين الاقتصاديين في موقع "بيزنس إنسايدر": "في الولايات المتحدة، غيّر وباء كورونا كل شيء، بما في ذلك ما يتعلق بالموظفين الذين عملوا من منازلهم لشهور طويلة؛ لكن حتى اللحظة لا يوجد تحرك من قِبَل الحكومة الفيدرالية نحو العمل لأربعة أيام فقط؛ إلا أن الأمر سيختلف من شركة إلى أخرى؛ خاصة أنه بدأ يحصد أثرًا واسعًا مؤخرًا".
ومن جانبه قال نيك لوريس الباحث في قطاع الطاقة النظيفة والمناخ: "العمل لمدة أربعة أيام فقط سيكون هامًّا جدًّا من حيث انعكاساته البيئية؛ إذ إنه سيخفف من الاختناقات المرورية التي تترافق مع الذهاب إلى العمل والعودة منه في الوقت ذاته للعديد من الناس خاصة في المدن الكبرى؛ مما يقلل من الانبعاثات الغازية لاحقًا".
وتَمثلت القطاعات الأبرز التي حاولت تطبيق هذا النهج، في الصحة والتكنولوجيا، وأتت كمحاولة من قِبَل أصحاب الشركات للاحتفاظ بالموظفين من أصحاب الكفاءات، وتقديم حوافز لهم؛ لعدم التفريط بهم لمنافسين آخرين.
وفي المقابل هناك من سَجّل اعتراضه على هذا النهج الوظيفي؛ مشيرًا إلى أنه قد يتسبب في تحديات يصعب حلها من ناحية تضارب مواعيد العمل وجدولتها.