قد يواجه بعض مرضى داء السكري كتلاً دهنية في أجسادهم، وتُعد الأكثر شيوعًا لديهم، وقد يُهمل بعضهم علاجها، أو لا يعرف أسبابها، أو مضاعفاتها، أو طرق الوقاية منها.
"سبق" تُسلِّط الحديث على هذه الكتل الدهنية التي ترتبط كثيرًا بداء السكري، وتتناولها؛ من حيث تعريفها طبيًا، وعوامل الإصابة بها، وآثارها، وطرق الوقاية والعلاج منها، وتستضيف استشارية أمراض السكري والغدد الصماء عند الأطفال الدكتورة عايدة الجبري.
بدايةً قالت استشارية أمراض السكري: "التضخم الشحمي عند مرضى السكري، هو عبارة عن كتلة من الأنسجة الدهنية تحت الجلد ناتجة عن الحقن المتكرر للأنسولين في المكان نفسه، ويتضمن كتلة من الأنسجة الدهنية تحت الجلد، قد تبدو المنطقة متكتلة أو صلبة أو مطاطية، ومن الممكن أن تكون خدرة إلى حد ما".
وأضافت "الجبري": "يمكن أن يؤثر ذلك على قدرة الجسم على امتصاص الأنسولين ويسبب مضاعفات، وتصل نسبة شيوعه لدى مرضى السكري إلى 64 ٪، ومن أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة، "عدم تدوير أو تغيير مواقع الحقن أو حتى لاصق مضخة الأنسولين، وانخفاض كتلة الجسم (هزيل)، وإعادة استخدام الإبر".
وعن آثار التضخّم الشحمي على الجسم، قالت "استشارية أمراض السكري": "ليس فقط مجرد وجود تكتلات تحت الجلد، ولكن يمكن أن تؤثر على طريقة امتصاص الجسم للأنسولين، حيث يتم امتصاص الأنسولين بشكل أبطأ أو أسرع مما هو متوقع، وقد يتسبب هذا في حموضة الدم، وارتفاع السكر في الدم، وانخفاضات السكر في الدم، وارتفاع مخزون السكر".
وواصلت حديثها قائلة: "يختلف شكل ومظهر الضخامة الشحمية من حيث حجمها الذي قد يبدأ من كرة الجولف إلى قبضة اليد، وقد تبدو صلبة أكثر من الأنسجة التي حولها، ومتكتلة، ومطاطية، ومتورمة، كما قد تكون أكثر سمكًا من الجلد في تلك المنطقة، بالإضافة إلى كونها غالبًا ما تكون أقل شعور أو إحساس بالألم، وهو ما يدفع العديد من المرضى لتفضيل استخدام تلك المناطق للحقن لتقليل الألم، مما يؤدي إلى تفاقم حجم الكتلة وعدم انتظام السكر".
وعن طرق الوقاية والعلاج، قالت "الجبري": "لا يوجد علاج محدد للتضخم الشحمي، ولكن يجب أن تتوقف عن الحقن في تلك المنطقة لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر على الأقل حتى تلتئم المنطقة وتعود إلى طبيعتها، وفي بعض الحالات الشديدة والنادرة قد يحتاج إلى تدخل جراحي".
وختمت نصائحها قائلة: "لا ينبغي أن يكون الجلد، ساخنًا أو دافئًا عند اللمس، أو أحمر اللون، أو به كدمات، أو مؤلمًا، وإذا واجهت أحدًا أيًا من هذه الأعراض، فيجب أن يطلب العناية الطبية".