كشف طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء الحاج حسين، أن هناك 4 أمراض تتصدر قائمة الأمراض الروماتيزمية في المجتمع السعودي، وهي "هشاشة العظام، النقرس، الروماتويد، خشونة الركبة".
وقال "حسين": التهاب المفاصل يعني التهاب أو تورم مفصل واحد أو أكثر، ويكون تأثيرها في المفاصل، أو الأنسجة حول المفصل، أو الأنسجة الضامة الأخرى، إذ تختلف الأعراض المحددة اعتمادًا على نوع التهاب المفاصل، ولكنها تشمل عادة شعورًا بالألم وتيبسًا، ويختلف العلاج حسب شدة الحالة ونوعها.
وأضاف في حديثه بمناسبة يوم التوعية بمرض التهاب المفاصل الذي يصادف الأربعاء المقبل الثاني عشر من أكتوبر 2022 : التهاب المفاصل، هو مصطلح عام يضمّ أكثر من 100 نوع من الأمراض، ومعظم أنواع التهاب المفاصل أسبابها غير معروفة، والأعراض يمكن أن تكون خفيفة لدى بعض الأشخاص وحادّة لدى أشخاص آخرين، وقد تشمل، الألم، التورّم، التصلّب، الليونة، الإحمرار ، السخونة.
وأردف: سبب زيادة رصد حالات النقرس في المجتمع السعودي قد يعود إلى السلوكيات الغذائية الخاطئة كزيادة تناول اللحوم الحمراء بجانب زيادة استهلاك الأملاح، إذ إن داء النقرس الذي يعتبر نوعًا من أنواع التهابات المفاصل يحدث نتيجة ترسب أملاح اليورات التي تعرف بـ"اليوريك أسيد" في أنسجة المفاصل، وما يحيط بها من غضاريف وعظام وعضلات، وهذا الترسب يتسبب في حدوث التفاعل الذي نسميه "التهاباً، والترسيب يختار مناطق معينة مثل أصابع اليد والقدم، وأحياناً الركبة والكاحل، لكنه في 50% من الحالات يظهر في الإصبع الكبير للقدم.
وتابع: مرض هشاشة العظام من ضمن الأمراض الروماتيزمية المنتشرة في السعودية، فوفقاً لآخر الإحصاءات التي ذكرتها وزارة الصحة، قُدِّرت نسبة الإصابة بهشاشة العظام ونقص كثافتها في المملكة من 30-40%، وينتشر بين النساء بنسبة أكبر بكثير من الرجال، ويعزى ذلك إلى النقص في الكتلة العظمية لديهن نتيجةً للحمل والإرضاع، وكذلك بسبب الهرمونات الأنثوية وسن اليأس، إذ تصاب امرأة واحدة من بين نحو 3 نساء بمرض هشاشة العظام، بينما يصاب رجل واحد من بين 5 رجال بهذا المرض.
وقال الدكتور "حسين": أما الروماتويد فهو أحد أنواع التهاب الروماتيزم المزمن التي تهاجم عادة جميع مفاصل الجسم، ثم تتطور لتصيب أجهزة أخرى من الجسم إذا لم يتم التعامل مع التهاباتها بجدية في بداية حدوثها.
وأضاف: تتسبب التهابات الروماتويد بتشوهات في شكل المفاصل وتضخمها إضافة إلى صعوبة بالغة في القدرة على تحريكها مصحوبة بآلام مبرحة خصوصًا في وقت الصباح الباكر، كذلك يرافق هذا الالتهاب ارتفاع في حرارة المريض تسمى "حمى الروماتويد" وانتفاخات في المفاصل الصغيرة تمتد مع الوقت لتشمل جميع مفاصل الجسم بلا استثناء.
وأردف: خشونة الركبة من الأمراض الروماتيزمية التي توسعت دائرة انتشارها في السعودية، وأكثر الذين يعانون من خشونة الركبة في سن الشباب سببه زيادة الوزن.
وتابع: أما مع تقدم العمر فهو طبيعي، فقد وجد عند البدناء أن الخطر النسبي لحدوث خشونة الركبة في السنوات التالية يزداد بمعدل الضعفين عند الرجال وأكثر من ثلاثة أضعاف عند النساء، مما يشير إلى أن زيادة الوزن فهي أكثر العوامل مصادفة في خشونة الركبة، حيث تؤدي زيادة الوزن للتأثير على الركبة أكثر من الورك أو عنق القدم، وتفرض البدانة إجهاداً إضافياً، ليس فقط نتيجة زيادة الوزن، ولكن بسبب عيوب الوضعية أيضاً، ذلك عندما يحمل البطن المتدلي والفخذان المكنزتان الركبتين إجهاداً خارجياً سواء في أثناء الوقوف أو المشي.
وأشار إلى أن زيادة الوزن كيلو غرام واحد عن الوزن المثالي يزيد من احتمال الإصابة بخشونة الركب بنسبة 14-33% بحسب مكان الخشونة، فلنتخيل ما هي نسبة الإصابة بالخشونة عندما يتجاوز الوزن 10 كغ عن الوزن المثالي.
وأكد طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام أن جميع الأمراض الروماتيزمية تتحسن بمواظبة العلاج "فما أنزل الله من داء إلا قد أنزل له شفاء"، والكثير منها يختفي مع مرور الزمن بالحرص على المتابعة العلاجية.
ولفت إلى جانب مهم وهو تعزيز الحالة النفسية لكونها نصف العلاج، فكلما كانت نفسية المريض مستقرة وبعيدة عن القلق والتوتر كانت الاستجابة العلاجية أفضل وأسرع.
ونصح الدكتور "حسين" جميع أفراد المجتمع لتجنب أي شكل من أشكال الأمراض الروماتيزمية أو التهابات المفاصل بضرورة الاهتمام بالوزن الصحي، وممارسة أي نوع من النشاط الرياضي التي تتناسب مع العمر ، تجنب التدخين، تناول الأكل الصحي، الحد من تناول اللحوم وزيادة حصص تناول الأسماك، تناول الأطعمة التي تشتمل على الكالسيوم، والفسفور، وفيتامين (د)، والحليب ومشتقاته، والأسماك، والخضروات الخضراء والبيض، والطماطم، والبطاطس.
كما أوصى بضرورة التقليل من الأطعمة التي تحتوي على دهون عالية وسكريات، لتجنب زيادة الوزن، وعدم الإفراط في تناول القهوة والبروتينات الحيوانية، وتجنب شرب المياه الغازية، خصوصًا المضاف إليها ألوان صناعية، فكل ذلك يضر الجسم، ضرورة تشخيص فيتامين D، الجلوس بطريقة صحية.
ودعا إلى اختيار الحذاء المناسب للمشي، حيث تساعد الأحذية الداعمة والمريحة على تحقيق وضعية سليمة للجسم، خاصة للمفاصل الموجودة في الأطراف السفلية أثناء الحركة.