كشف المختص في علاج أمراض الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين، أن الأدوية العلاجية لمواجهة التهاب المفاصل لا تكفي بمفردها؛ إذ لا بد أن يعزز العلاج الدوائي جانب الصحة الشمولية المتضمنة استقرار الحالة النفسية ونمط وجودة الحياة ومنها الروشتة الثلاثية؛ وهي: (النوم السليم، والتغذية الصحية، وممارسة النشاط الرياضي) بالإضافة إلى العلاج الطبيعي.
وقال "حسين"، تزامنًا مع اليوم العالمي لالتهاب المفاصل الذي يحتفل به العالم غدًا الخميس الـ 12 من أكتوبر: إن الصحة الشمولية تعد من أهم المراحل العلاجية في جميع الأمراض الروماتيزمية وتحديدًا التهاب المفاصل، إذ يُعتبر ركيزة أساسية في تعزيز مراحل العلاج عند المرضى مع الأدوية الموصوفة، فاهتمام المرضى باتباع النمط الصحي للحياة يخفف الكثير من معاناتهم الصحية.
وتابع: ربطت دراسات عديدة بين الحالة النفسية واستقرار وتراجع الألم عند المصابين بالتهاب المفاصل.
وأضاف "حسين": إن الحرص على جودة النوم الصحي يعد أيضًا من أساسيات علاج التهاب المفاصل، فعند عدم حصول المريض على ساعات نوم كافية يجعله في حالة مزاجية متقلبة، وقد يشكو من زيادة الألم، لذا ينصح المرضى بمراعاة النوم الصحي باعتباره مهمًا لتعزيز العلاج.
ولفت إلى أن التغذية الصحية تعد من النصائح المهمة في حياة المرضى؛ إذ يتم توصيتهم بتناول أطعمة صحية وتجنب الأخرى الضارة لمنع إثارة الالتهاب.
وعن دور الرياضة أردف: هناك بعض الرياضات التي قد يوصي بها الطبيب كالمشي، وركوب الدراجات، والسباحة، لكونها تلعب دورًا في تحسين آلام التهاب المفاصل، كما تمنع ظهور المضاعفات المرتبطة بالتهاب المفاصل.
وأوضح "حسين" أن منظمة العلاج والأغذية الأمريكية أحصت مؤخرًا أن نحو 200 ألف حالة نـزيف جهاز هضمي، منها 10 إلى 20 ألف حالة وفاة، تحـدث كـل عام في الولايـات المتحدة كنتيجة لمضادات الالتهاب غير السترويدية الموصوفة لعلاج التهاب المفاصل، وهذه العقاقير قد تسبب أيضًا تلف الكلية والكبد.
وقال إن الأدوية المضادة للروماتويد أو الذئبة الحمراء تعملان ببطء وأحيانًا قد تأخذ شهورًا لكي تحدث الفائدة المرجوة، لذلك يجب على المرضى التحلي بالصبر وعدم ترك العلاج خلال الأشهر الأولى إلا في حالة وجود مضاعفات، وهناك عدة حالات شهدت الشفاء التام وقد ذكرتها الأبحاث.
واختتم "ضياء" حديثه بقوله: التهاب المفاصل مصطلح عام يشير إلى الحالات التي تؤثر في المفاصل، أو الأنسجة حول المفصل، فهناك أكثر من مائة نوع من التهابات المفاصل، ومعظمها يسبب الألم، والتصلب (التيبس) داخل المفصل المصاب وحوله، كما أن بعض أنواع التهاب المفاصل، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي، تؤثر أيضًا في الجهاز المناعي، وبعض الأعضاء الداخلية للجسم، وتختلف أعراض التهاب المفاصل اعتمادًا على نوع الالتهاب، ولكنها تشمل عادة شعورًا بالألم وتيبسًا، ويختلف العلاج حسب شدة الحالة ونوعها، حيث يعد الروماتويد الشكل الأكثر شيوعًا لالتهاب المفاصل، في حين تشمل الأشكال الأخرى النقرس، والتهاب المفاصل الصدفي، والذئبة الحمراء.