

تبرز ممارسة صحية قديمة تعتمد على غسيل الأنف بالمحلول الملحي كوسيلة فعالة للحد من أعراض أمراض الجهاز التنفسي، إذ أظهرت دراسات حديثة أنها تقلّل مدة نزلات البرد بنحو يومين، وتُقلّل الحاجة لاستخدام أدوية حساسية الأنف بنسبة تصل إلى 62٪.
وتشير الطبيبة ماري جيه. سكوربوتاكوس، أخصائية طب الأسرة في جامعة أولد دومينيون، إلى أن المرضى عادةً ما يتشكّكون في البداية، لكن كثيرًا منهم يعودون مؤكدين أن هذه الممارسة "غيّرت حياتهم".
تقوم هذه التقنية بطرد الفيروسات والمخاط ومسبّبات الحساسية من الممرات الأنفية، وتُنشئ بيئة غير مناسبة لتكاثر الفيروسات بفعل الحموضة الطفيفة للمحلول الملحي، كما تُساعد في استعادة وظيفة الأهداب المجهرية المسؤولة عن تنظيف الأنف. وتعود أصول "وعاء نيتي" المستخدم في هذه الممارسة إلى القرن الخامس عشر في الهند.
وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة "لانسيت" عام 2024، وشملت أكثر من 11 ألف مشارك، أن غسل الأنف بالمحلول الملحي حتى ست مرات يوميًا عند ظهور أول أعراض البرد، ساهم في تقصير مدة المرض بنحو يومين.
كما كشفت الدراسة عن انخفاض الحمل الفيروسي لمرضى كوفيد-19 بنسبة 8.9٪ بعد 16 ساعة من بدء العلاج، فيما أظهر تحليل شامل لعشر تجارب انخفاضًا بنسبة 62٪ في استخدام أدوية حساسية الأنف (حمى القش)، وتخفيفًا واضحًا للاحتقان والتهابات الجيوب الأنفية المزمنة.
وتؤكّد سكوربوتاكوس أن هذه الممارسة تمثّل وسيلة فعالة للمساعدة في مواجهة مشكلة الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، مشيرة إلى أن 10 ملايين وصفة طبية تُصرف سنويًا دون داعٍ للعدوى الفيروسية، وأن 4٪ من المرضى يحصلون على مضادات حيوية غير ضرورية.
لتحضير المحلول، يُمزج نصف ملعقة صغيرة من الملح غير المعالج باليود مع كوب من الماء المقطر أو المغلي. ويُنصح بالبدء باستخدامه عند أول علامة للمرض، وتكرار الغسيل من مرتين إلى ست مرات يوميًا. كما تتوفر حلول تجارية جاهزة لهذه الغاية.