"حتى القليل منه ضار".. دراسة: أضرار خطيرة لمُحَلٍّ صناعي بالحلويات والمشروبات الغازية

"حتى القليل منه ضار".. دراسة: أضرار خطيرة لمُحَلٍّ صناعي بالحلويات والمشروبات الغازية

كشفت دراسة جديدة أن مادة المُحلي الصناعي "نيوتام" الذي يدخل في صناعة العديد الحلويات والمشروبات الغازية والعلكة، يمكن أن يتسبب في أضرار صحية خطيرة، وفقًا لما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.

"نيوتام" بديل لمُحلي "أسبارتام"

وكان قد جرى استخدام "نيوتام" عام 2002 كبديل لمُحلي "أسبارتام" في العديد من الدول؛ بسبب المخاوف التي أثيرت بشأن الأخير، علمًا بأنه يُباع تحت أسماء تجارية مختلفة، ويعد أحلى بأكثر من 200 ضعف من السكر العادي، لكن بسعرات حرارية أقل بكثير، وفقًا للوكالة الأوروبية لسلامة الأغذية.

مُحلي "أسبارتام"

ويتكون "أسبارتام" أساسًا من اثنين من الأحماض الأمينية؛ هما: فينيل ألانين، وحمض الأسبارتيك، وعندما يتم المزج بينهما بطريقة معينة لتكوين "أسبارتام"، فإنهما ينتجان مادة حلوة المذاق بشكل مكثف.

وطالما يستخدم مرضى السكري ومن يعانون من السمنة المفرطة "أسبارتام" على أنه بديل للسكر، حيث يمكن استخدامه منفصلًا، بالإضافة إلى استخدامه في صناعة كثير من المواد الغذائية منخفضة السعرات الحرارية.

ويعد "أسبارتام" أحد المُحليات الأكثر شيوعًا، ويُستخدم على نطاق واسع في الأطعمة والمشروبات منخفضة السعرات الحرارية، حسب موقع مجلة "فوربس" الأمريكية.

"أسبارتام" يحتمل أن تكون مادة مسرطنة

وحسب موقع "الحرة"، كانت "رويترز" قد كشفت نقلًا عن مصادر لم تكشف عن هويتها، أن الوكالة الدولية لبحوث السرطان ستدرج مادة "أسبارتام" على أنها "من المحتمل أن تكون مادة مسرطنة للبشر" للمرة الأولى.

وتمت مناقشة استخدام "أسبارتام" في المنتجات الغذائية على مدى عقود، مما دفع بعدد من الشركات لإزالة هذا المركب من منتجاتها والاعتماد على المسكر الطبيعي، حسب "رويترز".

هل "سبارتام" بكميات محددة "آمن"؟

لكن السلطات الصحية في الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى في العالم، تؤكد أن استخدام "أسبارتام" في المواد الغذائية "آمن" في كميات محددة.

وحددت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الكميات اليومية المسموح بتناولها من "أسبارتام" عند 50 مليغراما لكل كيلوغرام من وزن الإنسان.

"نيوتام".. حتى القليل منه ضار

وأما بالنسبة لمُحلِّي "نيوتام" فقد وجدت الدراسة الجديدة أن استهلاك كمية صغيرة منه قد تؤدي إلى إصابة الشخص بمتلازمة القولون العصبي، ومقاومة الأنسولين، وحتى الإنتان، وهي حالة تقتل نحو 40 ألف شخص في بريطانيا سنويًا.

وقال الباحثون: إن النتائج أكدت أن بعضًا من الجيل الجديد من المحليات التي تعطي المنتجات الغذائية مذاقًا حلوًا للغاية، يمكن أن يكون لها "تأثير سام" على الصحة.

وأوضح كبير مؤلفي الدراسة، هافوفي تشيتشغر، أنه في حين أن المُحليات يمكن أن تكون بديلاً صحياً للسكر، إلا أن بعضها قد يضر المستهلكين.

وقال كل من الأستاذ المشارك في جامعة أنجيليا روسكين البريطانية، تشيتشغر، والمؤلف المشارك للدراسة، أبارنا شيل، من جامعة جهانجيرناجار في بنغلادش، إن "مُحلي نيوتام يمثل تهديدًا للصحة، لأنه يمكن أن يلحق الضرر بالأمعاء عن طريق التسبب في إصابة (البكتيريا الجيدة) بالمرض، وإلحاق الأذى بجدار الأمعاء".

ووجدت الأبحاث السابقة، بما في ذلك أبحاث تشيشغر، أن المحليات الشائعة الأخرى -مثل السكرين والسكرالوز وأسبارتام- يمكن أن يكون لها أيضًا هذا التأثير الضار.

أضرار عديدة للمُحليات الصناعية

وقال "تشيتشغر": "هناك الآن وعي متزايد بالآثار الصحية للمحليات مثل السكرين والسكرالوز والأسبارتام، حيث أظهر عملنا السابق المشاكل التي يمكن أن تسببها لجدار الأمعاء، والضرر الذي يلحق بالبكتيريا الجيدة التي تتشكل في أمعائنا".

وتابع: "هذا يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية المحتملة، بما في ذلك الإسهال، والتهاب الأمعاء، وحتى تسمم الدم إذا دخلت البكتيريا إلى مجرى الدم".

"نيوتام" خطير

وشدد على أنه حتى تناول كميات قليلة من "نيوتام" قد يكون ضارًا، موضحًا: "حتى عندما درسنا تأثير نيوتام بتركيزات منخفضة جدًا، وبأقل بـ10 مرات من المعدل اليومي المقبول، رأينا انهيار حاجز الأمعاء وتحول البكتيريا إلى سلوك أكثر ضررًا، بما في ذلك زيادة غزو خلايا الأمعاء السليمة، مما يؤدي إلى موت الخلايا".

وقضت هيئة سلامة الأغذية الأوروبية في عام 2010، بأن نيوتام "آمن للاستخدام"، ومنذ ذلك الحين تمت الموافقة على استخدامه في أكثر من 35 دولة، لكن الهيئة تقوم الآن بمراجعة سلامة ذلك المُحلي كجزء مما قال "تشيتشغر" إنه سلسلة من تقييمات المخاطر القائمة على الأدلة، والتي قد تؤدي إلى إعادة تقييم بعض المحليات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org