منها الصلاة.. دراسة: حالات الوعي العليا تغيّر إدراك الإنسان للعالم

منها الصلاة.. دراسة: حالات الوعي العليا تغيّر إدراك الإنسان للعالم
تم النشر في

يتناول عالم النفس البريطاني ستيف تايلور لحظات من حالة الوعي العليا لدى الإنسان، أو ما يسميه "تجارب الصحوة"، وهي توسّعات مؤقتة لكنها عميقة في الوعي تغيّر طريقة إدراك الإنسان للعالم.

وفي تحليل نشر على موقع " The Conversation "، يكشف تايلور، المحاضر الأول في علم النفس بجامعة ليدز بيكيت، ببريطانيا، أن تجارب الوعي العليا قد تنشأ من الأزمات النفسية أو التعامل مع الطبيعة أو الممارسات الروحية وتترك أثراً دائماً في الوعي.

يروي تايلور تجربته الشخصية حين شعر أثناء سيره في الطبيعة بأن "كل شيء أصبح حقيقيًا على نحو مكثف... شعرت بأنني واحد مع ما حولي"، وبعد 15 عامًا من دراسة هذه الظواهر، توصّل إلى أن هذه الحالات ليست عشوائية، بل يمكن تفسيرها نفسيًا وبيئيًا.

ويشير تايلور إلى أن ثلث هذه التجارب ينشأ من الاضطرابات النفسية مثل الحزن أو الاكتئاب أو أزمات الهوية، إذ قال أحد المشاركين: "كل شيء توقف عن الوجود... فقدت الإحساس بالزمن والذات". كما أن حالات أخرى ترتبط بجمال الطبيعة وسكونها، في حين يُعزى الجزء الأخير إلى الممارسات الروحية كالصلاة والتأمل وممارسة اليوغا.

وبخلاف الاعتقاد الشائع، يرى تايلور أن المخدرات المهلوسة نادرًا ما تسبب تجارب وعي عليا حقيقية، إذ تفضي غالبًا إلى اضطرابات إدراكية. ويقترح أن التفسير النفسي هو الأقرب للواقع: فحين يهدأ الذهن وتقل طاقته الفكرية، يصبح الوعي أكثر صفاءً واتساعًا.

ورغم قصر مدة هذه الحالات، فإنها تُحدث تأثيرًا طويل الأمد، فيزيد شعور الإنسان بالثقة والتفاؤل والحرية الداخلية. كما قال أحدهم: "مجرد معرفة أن هذا الوعي موجود... هو أعظم تحرر".

ويخلص تايلور إلى أنه لا يمكن استحضار هذه الحالات عمدًا، لكن يمكن تهيئة ظروفها عبر التأمل والتواصل العميق مع الطبيعة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org