مردد: التغيرات المناخية والتجمعات المغلقة ترفع معدلات الإصابة بالأمراض التنفسية

"الصحة" و"وقاية" تكثفان الاستعدادات لموسم الشتاء.. والإنفلونزا أبرز التحديات
مردد: التغيرات المناخية والتجمعات المغلقة ترفع معدلات الإصابة بالأمراض التنفسية
تم النشر في

مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، تتزايد فرص الإصابة بالأمراض التنفسية التي تنتشر سريعًا في الأجواء الباردة والمغلقة، ما يجعل هذا الفصل موسمًا تستنفر فيه الجهات الصحية في المملكة العربية السعودية جهودها لمواجهة التحديات الموسمية المتوقعة.

وأكد الدكتور نبيل مردد، الباحث في علم الأحياء الدقيقة الطبية بجامعة مانشستر، في حديثه لـ"سبق"، أن الدراسات الطبية تُظهر أن انخفاض درجات الحرارة وتزايد التجمعات في الأماكن المغلقة يُهيئ بيئة مثالية لانتشار الفيروسات والبكتيريا المسببة للأمراض التنفسية، مما يدفع الجهات المختصة إلى تكثيف برامج التوعية والوقاية لحماية المواطنين والمقيمين.

وأضاف مردد أن الإنفلونزا الموسمية تُعد من أكثر أمراض الشتاء شيوعًا، إذ تسببها فيروسات من نوعي A وB، وتظهر أعراضها خلال فترة حضانة تمتد من يوم إلى أربعة أيام، وتشمل الحمى والسعال وآلام العضلات والإرهاق العام.

وأشار إلى أن التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا هو الوسيلة الأنجع للوقاية منها، حيث توفره وزارة الصحة السعودية مجانًا في جميع المراكز الصحية، إلى جانب التوصية بغسل اليدين بانتظام وتجنب الأماكن المزدحمة للحد من انتقال العدوى.

الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)

ومن الفيروسات التي تنشط في فصل الشتاء كذلك الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، الذي يصيب الجهازين التنفسيين العلوي والسفلي، خصوصًا لدى الأطفال وكبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

تتراوح فترة حضانته بين أربعة إلى ستة أيام، وتتمثل أعراضه في احتقان الأنف والسعال وصعوبة التنفس.

وتوصي الجهات الصحية في المملكة بتهوية المنازل جيدًا، وتجنب الاختلاط بالمصابين، واستخدام الكمامات في الأماكن المغلقة.

نزلات البرد.. بسيطة في ظاهرها

أما نزلات البرد الناتجة عن فيروسات متعددة مثل Rhinovirus وCoronavirus وAdenovirus، فتظهر بعد يوم إلى ثلاثة أيام من التعرض للعدوى، مسببة العطاس وسيلان الأنف والسعال الخفيف.

ورغم بساطتها، إلا أن إهمالها قد يؤدي إلى مضاعفات لدى الفئات الأكثر عرضة كالرضع وكبار السن.

العدوى البكتيرية.. الخطر الصامت

على الجانب البكتيري، تبرز الالتهابات الرئوية كأحد أخطر أمراض الشتاء، وتنجم غالبًا عن بكتيريا Streptococcus pneumoniae.

تظهر أعراضها خلال فترة قصيرة تتراوح بين يوم وثلاثة أيام، وتشمل الحمى المرتفعة والسعال المصحوب بالبلغم وألم الصدر، وتستلزم علاجًا بالمضادات الحيوية تحت إشراف طبي.

كما يتكرر في الأجواء الباردة التهاب الحلق العقدي الناتج عن Streptococcus pyogenes، الذي يسبب ألمًا حادًا في الحلق وصعوبة في البلع وارتفاع الحرارة، ويستدعي التدخل الطبي المبكر لتجنب مضاعفات مثل الحمى الروماتيزمية.

جهود وطنية للوقاية

تواصل وزارة الصحة وهيئة الصحة العامة (وقاية) جهودهما لتعزيز التطعيمات الوقائية، خصوصًا ضد الإنفلونزا والمكورات الرئوية، وتشجعان على تحسين التهوية في المساجد والمدارس، وتجنّب الإفراط في استخدام وسائل التدفئة التي تقلل من رطوبة الهواء.

كما تدعوان إلى التغذية المتوازنة وشرب كميات كافية من الماء للحفاظ على صحة الجهاز التنفسي خلال الأجواء الباردة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org