كشفت دراستان منفصلتان، نُشرتا في مجلة "نيتشر" العلمية، أن مناطق معينة في الدماغ قد تتحكم بالمرض، وتساعد على محاربة العدوى والفيروسات.
وتفصيلاً، أوضحت نتائج الدراستين أن الدماغ يلعب دورًا كبيرًا في التحكم بأعراض الأمراض، والتقليل من تبعاتها، وفقًا لـ"سكاي نيوز عربية".
وأشار باحثون بجامعة هارفارد إلى أن الخلايا العصبية في الدماغ تساعد على فَهْم المرض، والتحكم في أعراضه المتنوعة.
ووفق الدراستَيْن اللتَيْن نشرتهما مجلة نيتشر، فإن أجزاء من الدماغ تنسق كيفية مقاومة الجسم للمرض، واستجابته للأعراض التي تنشأ عنه؛ وهو ما يعطي أدلة محتملة على استمرار معاناة بعض الأشخاص من مشكلات مزمنة، كالتعب والضيق والإرهاق.
وقال الباحثون: بعض الخلايا العصبية الدماغية مسؤولة عن مقاومة الجسم وتحفيزه تجاه الأمراض المختلفة والفيروسات والعدوى، وتحديدًا فيما يتعلق بالإنفلونزا وأسباب الأمراض الأخرى المهددة للصحة.
ولفهم كيفية تأثير المرض على الجسم والدماغ حقن الباحثون الفئران بعوامل ممرضة مؤدية للالتهابات، تحاكي الالتهابات الفيروسية التي يتعرض لها الإنسان، ووجدوا أن تلك الفئران تمرض بالطريقة نفسها التي تؤدي لإصابة الإنسان بالمرض؛ إذ تتغير درجة حرارة الجسم، ويُصاب بالتعب وقلة السوائل والجفاف وفقدان الشهية، لكن استمرارية الأعراض يتم التحكم فيها عبر خاصية التكيف التي تقدمها خلايا الدماغ العصبية.
ويقول الباحثون إن خلاصة نتائج الدراستَيْن تعزز النصيحة الشائعة التي تقول "دع عقلك وجسمك يقاومان المرض.. وخذ قسطًا من الراحة".
وفي هذا الصدد قال استشاري أمراض الأعصاب، الدكتور هشام الحكيم: "إن الجسم هو جهاز متكامل، لا نستطيع أن نجزئه لأجزاء مختلفة. وعند المرض الجهاز المناعي يعطي إشارات إلى الدماغ؛ إذ يتحكم بحرارة الجسم، ويشكل تجانسًا كاملاً مع الجسم لمحاولة التعامل مع المرض".
وقال الحكيم: "بالرغم من سرعة تعامُل الدماغ مع المرض إلا أن البعض تطول فترة تعافيه. هؤلاء الأشخاص لديهم إصابة بالجهاز المناعي، كما أن لديهم إصابات مزمنة، مثل الضغط والسمنة والسكري؛ وهو ما لا يتيح لهم التعافي في المدة نفسها مثل الشخص الطبيعي".