مع دخول فصل الشتاء تنتشر الكثير من الأمراض الموسمية، مثل الإنفلونزا ونزلات البرد والتهاب اللوزتين وكورونا، مما يتطلب منا مساعدة أجسادنا على مقاومة أعراض هذه الأمراض، وتنشيط أجهزة الدفاع الطبيعية.
وحسب تقرير نشرته مجلة "سانتيه" الفرنسية، المتخصصة بالصحة، ينصح الأطباء وخبراء التغذية بتناول بعض الأطعمة، التي من شأنها تخفيف الأعراض أو الحيلولة دون الإصابة، خاصة أن نمط حياتنا كثيرًا ما يضعف المناعة.
وتنقل صحيفة "القبس" الكويتية عن التقرير، أبرز ما يمكن أن تحرصوا على تناوله في هذه الأيام، وبالطبع مع غذاء متنوع وصحي، قليل السكريات والإضافات:
الثوم غذاء حقيقي
إذا استهلكت الثوم بانتظام، فإنك تقلل من مخاطر الإصابة بنزلات البرد بنسبة %70، كما يعتبر الثوم مضاداً قوياً للبكتيريا وفق دراسة أجرتها جامعة واشنطن، بيّنت أنه أكثر فعالية من المضادات الحيوية. وحتى نستطيع الاستفادة من مادته الفعالة "الاليسيلين"، تنصح د.فاليري كوستر التي شاركت في تأليف كتاب "أسرار المناعة الجيدة"، بسحق الثوم وتركه في درجة حرارة الغرفة لمدة نصف ساعة على الأقل قبل الطهي، كما توصي باستخدام الثوم الأسود في صناعة بعض المخللات، وتناوله مع شريحة خبز بعد إضافة صلصلة الخل وزيت الزيتون.
الشاي الأخضر.. خارق ضد الإنفلونزا
يعتبر الشاي الأخضر (الماتشا) معجزة حقيقية، بفضل تأثيراته التي تحدُّ من مخاطر الإصابة بالإنفلونزا والالتهابات الفيروسية، خاصة التهابات الجهاز التنفسي، وما يحتويه من مضادات أكسدة. وتقول خبيرة التغذية فيرونيك لييس إن شاي الماتشا شديد التركيز يحتوي على مكونات فعالة نشطة جداً، لذلك فهو أكثر من مجرد شاي، مشيرةً إلى أن مسحوق اليشم الأخضر الناعم ذو الطعم العشبي في اليابان يعتبر غذاءً فائقًا، وضمانًا للصحة وطول العمر. وتنصح الخبيرة بتناول شاي الماتشا العضوي وتحضيره بماء الشوفان عند 80 درجة حتى لا تتأثر مضادات الأكسدة بسبب ارتفاع درجة الحرارة.
زيت الكمون الأسود.. علاج منشط
هذا الزيت مستخلص من بذور الكمون الأسود الذي يعتبر النجم الجديد للأنظمة الغذائية الصحية، إذ أظهرت العديد من الدراسات أن هذه البذرة لها تأثير محفز للمناعة، لا سيما عن طريق زيادة عدد الخلايا الليمفاوية. ويوصي خبراء التغذية بتناول ملعقة صغيرة من زيت الكمون الأسود خلال الأكل، لمدة ثلاثة أسابيع. كما يمكن رش زيت الكمون أيضًا على الخضار النيئة، فيما يمنع تسخينه لأنه يسبب الحساسية ويفضل استشارة الطبيب قبل تناوله.
البطاطا الحلوة.. مخزن فيتامين "سي"
تسمح حبتا بطاطا حلوة بإمدادنا بحاجتنا الكاملة من فيتامين "سي"، الذي يحفز بشكل خاص، إنتاج الخلايا اللمفاوية التائية القادرة على تدمير الخلايا المصابة بالفيروس. وكانت دراسة أظهرت أن تناول 1000 الى 1500 ملغ من فيتامين سي أثناء الإصابة بعدوى يسرع من الشفاء. ويوجد هذا الفيتامين في كل من الكيوي والبرتقال والليمون والفواكه الحمراء والليتشي والخضروات الخضراء اللون مثل الفلفل والبقدونس والسبانخ.
السردين.. منجم فيتامين "دي"
تعد الأسماك الدهنية مثل الرنجة والماكريل والتونة والأنشوجة، وحتى السردين المعلب، خيارًا جيدًا في فصل الشتاء. وتشير دراسة حديثة أجرتها جامعة كانتبري الإسبانية إلى وجود علاقة بين نقص فيتامين "دي" والأشكال الحادة لمرض فيروس كورونا، وأن علاج النقص يمكن أن يمنع المرض أو يتجنب المضاعفات في حالة الإصابة. لكن الجانب السلبي في الأمر هو أن الطعام أبعد ما يكون عن تلبية احتياجاتنا، لأن فيتامين "دي" يتم تصنيعه بنسبة 90% بواسطة الجلد تحت تأثير أشعة الشمس. لذلك قد تكون هناك حاجة إلى تناول مكملات غذائية (بناءً على نصيحة طبية) لدعم المناعة.
ثمار البحر والبقوليات
ينصح بتناول المحار مرة واحدة في الأسبوع، لاحتوائه على كمية جيدة من الحديد والزنك والنحاس، بالاضافة إلى تناول البقوليات مثل الفاصوليا الحمراء أو العدس مرتين في الأسبوع لأنها غنية بالمعادن، فضلاً عن كبد العجل أو الدواجن وكلى الضأن والمكسرات.
الحليب الحامض ومخلل الملفوف
يعتبر الحليب الحامض أو المخمر، فضلاً عن مخلل الملفوف مفيدين جدًا للأمعاء التي تؤوي 70 في المئة من الخلايا المناعية، لذلك ينصح بتناول علبتين صغيرتين من هذا الحليب يوميًا، أو تناول سلطة ملفوف مخلل أو فول صويا مخلل أيضًا، مع الحرص على تناول الألياف التي نجدها في الفواكه والخضروات، إلى جانب البقوليات مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع والحبوب الكاملة في كل وجبة.