
أوضح استشاري قسطرة الأوعية الدموية والأشعة التداخلية، الدكتور عبدالعزيز الغراس، أن القصور الوريدي المزمن يُعد من الأمراض الشائعة التي تصيب الأوردة، ويحدث نتيجة ضعف صمامات الأوردة المسؤولة عن دفع الدم من الأطراف إلى القلب، ما يؤدي إلى توسع الأوعية وتضخم الساقين نتيجة تراكم الدم.
وقال الغراس، في حديثه لإذاعة "العربية FM"، إن القلب يضخ الدم إلى الأطراف السفلية، بينما تعيد الأوردة هذا الدم إلى القلب، وعندما تُصاب الصمامات بالضعف، يحدث خلل في هذه الدورة، فيتسبب ذلك باحتقان الدم في الساقين. ولفت إلى أن الدوالي تُعد أحد مظاهر هذه المشكلة، وقد تصيب أوردة الساقين، الحوض، الخصيتين، وحتى الأطراف العلوية.
وبيّن أن الأوردة تُصنَّف إلى ثلاث درجات: عميقة، ومتوسطة، وسطحية، موضحًا أن القصور الوريدي قد لا يظهر بوضوح في بدايته، لكنه يؤدي إلى مشكلات ملحوظة، مثل تضخم الأوردة وانتفاخ الساقين والشعور بالإرهاق في القدمين خاصة في نهاية اليوم.
وأشار إلى أن الأعراض تختلف من شخص لآخر، وقد تشمل بروز عروق سطحية أو شبكات عنكبوتية، تصبغات جلدية، حكة في الأطراف السفلية، أو حتى تقرحات جلدية تُعرف بـ"الجروح الوريدية"، وهي مزمنة وصعبة العلاج، وتظهر غالبًا لدى من لا يتلقون رعاية طبية مناسبة.
وأوضح الغراس أن المرض شائع بين الأشخاص الذين يقفون لفترات طويلة مثل الجراحين ورجال الأمن والعسكريين، مؤكدًا أن الوقاية تمثل الخط الأول في التعامل مع المرض، وذلك عبر ممارسة الرياضة، ورفع القدمين، وارتداء الجوارب الضاغطة المناسبة لمقاسات الساقين.
وشدد على أن العلاج متوفر، وفي حال استمرار الأعراض بشكل يؤثر على جودة الحياة، يمكن اللجوء إلى تدخلات طبية متخصصة لعلاج الحالة.
يُذكر أن القصور الوريدي المزمن قد تم تشخيصه مؤخرًا لدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد ملاحظة تورم في أسفل الساق وكدمات في اليد، وفق ما أعلنه البيت الأبيض.