نشر فريق بحثي من جامعة جدة وجامعة الملك عبدالعزيز دراسة جديدة كشفت عن علامات حيوية جزيئية داخل اكسوزومات الدم غير المعروفة سابقًا والتي قد يكون لها دور مهم مستقبلاً في تشخيص ومتابعة أورام القولون والمستقيم السرطانية، وذلك في إحدى المجلات العلمية المرموقة والمصنفة عالميًا لكون الدراسة تتناول إحدى التقنيات الجديدة والواعدة وغير التقليدية لعلاج أمراض السرطان.
وتم هذا العمل من خلال مجريات رسالة الدكتوراه التي حصلت عليها الدكتورة تهاني بخش، تحت إشراف البروفيسور أحمد بهي الدين والدكتورة صفية الحازمي – الأساتذة بقسم علوم الأحياء – كلية العلوم – جامعة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع أساتذة من مستشفى جامعة الملك عبد العزيز وكلية العلوم ومركز الملك فهد للبحوث الطبية.
وأوضحت الدكتورة تهاني أن الاكسوزومات هي عبارة عن حويصلات صغيرة بإمكانها الوجود في جميع أنحاء الجسم، وخصوصًا في الدم وتحمل مكونات جزيئية حيوية من بينها جينات وبروتينات مهمة.
من جانب آخر أوضح الدكتور علي فارسي، أستاذ مشارك في الجراحة العامة وجراحة القولون والمستقيم وأحد أعضاء الفريق البحثي، أن هناك اهتمامًا عالميًا بالبحث عن طرق جديدة ومبتكرة لتشخيص وتصنيف ومتابعة أورام القولون والمستقيم عن طريق فحوص الدم، موضحًا أن البحث الذي تم نشره هو أول خطوة في سلسلة أبحاث لمعرفة الدور الذي قد تلعبه العلامات الحيوية في الاكسوزومات في تحسين فرصة علاج أمراض سرطان القولون والمستقيم.
وقال الدكتور فيصل الزهراني، أحد أعضاء الفريق البحثي ومؤلف العديد من الدراسات في المجال نفسه، إن مجال الاكسوزومات ينمو بشكل سريع ويعد بوابة جديدة للعديد من المشكلات الطبية، ويشمل ذلك مشكلات الجهاز الهضمي.
وأعرب عن رضاه بهذا التعاون القيم الذي يعود بالفائدة مباشرة على المرضى ويحسن صحتهم، بإذن الله.
ومن جانب آخر، بيّنت الدكتورة صفية الحازمي المشرفة على الدراسة والمتخصصة في علم الأمراض الوراثية بقسم علوم الأحياء بجامعة الملك عبدالعزيز أن الأبحاث المتطورة في مجال الاكسوزومات وما تحمله من جزيئات جينية مهمة مثل الميكرو أر إن إيه (microRNAs) يمكن أن تُسهم في فهم الآليات التي تعمل به هذه الجزيئات وتحديد الجينات والمسارات المستهدفة والتي قد تساعد في تطوير استراتيجيات وتقنيات تشخيصية وعلاجية أكثر فعالية في المستقبل القريب بإذن الله.
وقال البروفيسور أحمد بهي الدين، المشرف الرئيس على الدراسة، إن الـ microRNA هي جزيئات وراثية يمكنها أن تقلل من تعبير الجينات المسرطنة oncogenes في مراحل نمو الخلايا السرطانية المختلفة. ويجدر استخدام هذه التقنية الواعدة في علاج السرطان بكل أنواعه.
وتعمل الدكتورة تهاني بخش الآن كأستاذ مساعد في قسم العلوم البيولوجية بجامعة جدة وهي الباحثة الرئيسة لهذا المشروع والمراد امتداده مستقبلاً للكشف عن علامات حيوية جديدة في غيرها من الأمراض العضال يفيد الكشف المبكر عنها في زيادة فرصة التعافي. ويُذكر أن د. تهاني بخش قد حصلت على المركز الأول والريشة الذهبية في الملتقى العلمي السنوي بجامعة الملك عبدالعزيز في 2022م لما لمسته الجامعة من قيمة هذا البحث وتفرده في مجال علاج السرطانات.