ينهض المجتمع الدولي من خلال دوره في اليوم العالمي لمكافحة السمنة، الذي يصادف 4 من مارس كل عام؛ بالتوعية والتثقيف وإقامة البرامج والمناشط الفاعلة؛ للوقاية من السمنة والتعريف بالأنماط الغذائية الصحية الصحيحة، والتشجيع على ممارسة الرياضة بشكلٍ دائم، فيما يصنّف مرض السمنة أنه أكثر الأمراض انتشارًا في الوقت الحاضر بسبب العادات الغذائية السيئة التي تؤدّي إلى زيادة الوزن؛ مما يرهق الجسم ويدمّر الصحة، إضافةً إلى قلة النشاط البدني بشكل منتظم.
وتشارك المملكة في اليوم العالمي لمكافحة السمنة، الذي يحمل شعار هذا العام "تغيير وجهات النظر: فلنتحدث عن السمنة"؛ حيث تبذل وزارة الصحة مجهودات كبيرة في التوعية والتثقيف حفاظًا على صحة المجتمع؛ ومنها مكافحة السمنة؛ من خلال تنظيم الوجبات وتغيير نوعية الأغذية، ومتابعة المريض بشكل دوري؛ لمساعدته على تغيير أسلوب حياته رقيًّا بجودة الحياة؛ وذلك لخفض معدلات انتشار السمنة، وتحفيز تحسين السلوك الغذائي المتوازن، وزيادة النشاط البدني، إضافة إلى توفير الخِدْمات الوقائية والعلاجية للمصابين بالسمنة من المواطنين.
كما تتعاون الوزارة مع الجهات الصحية والرياضية ضمن مسؤولياتها الاجتماعية، بهدف التثقيف ورفع الوعي بأهمية التوازن الغذائي والمحافظة على وزن مثالي للجسم؛ وذلك وقاية من خطر السمنة التي تصيب أكثر من ملياري شخص في العالم، وتعدّ من كبرى المشكلات الصحية؛ حيث يحتاج التصدّي لها مسؤولية اجتماعية تتضمن حلولًا جذرية من ناحية الوقاية، والعلاج، والاهتمام بنمط الحياة الصحي.
من جانبه أكّد رئيس مركز التخصصات الطبي بجدة، استشاري الروماتيزم بلندن، الدكتور ضياء الحاج حسين؛ أن النشاط البدني والحفاظ على الوزن الصحي يمكّنان من تقليل خطر الإصابة بالسمنة، التي قد تؤدّي لالتهاب المفاصل، مشيرًا إلى أهمية رفع الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع بأسباب ومخاطر السمنة، وطرق الوقاية منها، وتشجيع الكشف المبكر عليها لخفض نسبة انتشارها.
وبيّن أن الفرد يُصاب بالسمنة نتيجة عدم التوازن بين السعرات الحرارية التي يستهلكها والسعرات التي يتناولها، معرفًا السمنة بأنها: تراكم مفرط أو غير طبيعي للدهون يلحق الضرر بصحة الفرد، ويعدُّ اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي تدخل الجسم والسعرات الحرارية التي يحرقها؛ هو السبب الرئيس لزيادة الوزن والسمنة؛ لافتًا إلى أن خطورة السمنة تعد بكونها لا تتعلّق بالمظهر الخارجي للشخص فحسب؛ بل تتجاوز ذلك إلى العديد من الأمراض المزمنة كالسكري والضغط وارتفاع كوليسترول الدم، وتسبّب آلامَ الظهر والمفاصل وأمراضَ القلب، والكبد، والكلى، وضيقًا في التنفس وصعوبة النوم، إلى جانب المشكلات النفسية.
يذكر أن الاتحاد العالمي للسمنة غيَّر تاريخَ اليوم العالمي لمكافحة السمنة من 11 من شهر أكتوبر إلى اليوم 4 من مارس في عام 2020م؛ لتوحيد الاحتفال بهذا اليوم عالميًّا؛ بهدف إتاحة الفرصة، وتسليط الضوء على هذا المرض بما يتناسب مع المخاطر الصحية المترتبة عليه.