
كشفت دراسة رائدة من جامعة هيوستن الأمريكية، أن مجرد الاستماع إلى قصة يُمكن أن يُحدث ثورة في تشخيص الحبسة التقدمية الأولية (PPA)، وهو اضطراب لغوي شديد، يرتبط بحالات مثل مرض الزهايمر.
ووفقاً لتقرير نشر أمس الأربعاء، على موقع "ميديكال إكسبريس"، تستخدم هذه الطريقة المُبتكر وغير الجراحية، تخطيط كهربية الدماغ (EEG) لتسجيل نشاط الدماغ أثناء استماع الأفراد إلى القصص، مما يُتيح بديلاً أسرع وأكثر ملاءمةً للمرضى من إجراءات التشخيص المُطولة الحالية.
يُظهر البحث، المنشور في مجلة "التقارير العلمية"، أن هذه الطريقة غير الجراحية قادرة على تصنيف الأنواع الفرعية للحبسة التقدمية الأولية بدقة تصل إلى 75% باستخدام خوارزميات التعلم الآلي.
يُعدّ تشخيص الحبسة التقدمية الأولية - وهي شكل من أشكال الخرف يُدمّر القدرات اللغوية تدريجيًا - عملية طويلة ومُرهقة عاطفيًا. تتطلب الطرق التقليدية من ساعتين إلى أربع ساعات من الاختبارات المعرفية، وأحيانًا مسح الدماغ، مما قد يُسبب ضغطًا نفسيًا على المرضى.
وقالت هيذر ديال، المؤلفة الرئيسية والأستاذة المساعدة في قسم علوم الاتصال والاضطرابات بجامعة هيوستن: "كان هدفنا من هذا المشروع هو: هل يُمكننا ابتكار طريقة مُختلفة تستغرق وقتًا أقل، وتُساعد في التشخيص؟"، وأضافت : "اشتملت الدراسة على تخطيط كهربية الدماغ (EEG) لتتبع نشاط الدماغ أثناء استماع المشاركين إلى قصة. التقط تخطيط كهربية الدماغ كيفية معالجة الدماغ للسمات الصوتية والنحو والمعنى الدلالي. ثم حللت نماذج التعلم الآلي هذه البيانات للتمييز بين الأنواع الفرعية لاضطرابات الكلام التحفيزي. حقق النموذج الأكثر فعالية دقة تقارب 75%، مما يسلط الضوء على إمكانات هذا النهج لأدوات التشخيص المستقبلية".
وأكدت ديال أنه على الرغم من أن النتائج واعدة، إلا أن الطريقة لا تزال في مراحلها الأولى. وأشارت إلى أن "هذا يشير إلى أنه يستحق المتابعة ومحاولة إيجاد المعايير المثلى". يخطط فريق البحث، الذي يضم متعاونين من جامعة ويسكونسن ماديسون وجامعة تكساس في أوستن وجامعة رايس، لتحسين الخوارزمية حتى عام 2026 لتحسين الموثوقية والدقة.