تفاعل خبراء وأكاديميون مع حصول السعودية على المركز الثاني في قائمة أكثر شعوب العالم سعادة.
جاء ذلك خلال الحفل الذي نظمته المنصة السعودية في جدة، بالتعاون مع نادي الموظفين الاجتماعي لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، تزامناً مع اليوم العالمي للسعادة 2023.
واحتفى المشاركون في النسخة الثانية من اللقاء الذي أقيم تحت عنوان "الطريق إلى السعادة"، بحضور المستشار الاقتصادي والقانوني السيد هاني الجفري، والسفير فهد المنصوري، بنتائج الاستطلاع الذي كشفت عنه شركة "أبسوس" العالمية.
وقدّم الخبراء والخبيرات في علم النفس والمجتمع والعلاقات البشرية والسلوك التنظيمي ممثلاً في الدكتور خالد ثابت العرابي وصالح أبكر وتمارا قزاز وخلود المرغلاني، مجموعة من التوصيات للوصول إلى حالة الرضا الكامل في الحياة والعمل، وشارك في الملتقى جمع غفير من الأكاديميين والمهتمين والمختصين في مجالات متنوعة.
فمن جانبه، اعتبر المدير التنفيذي للمنصة السعودية حامد العطاس أن الهدف الرئيسي للقاء هو صناعة الابتسامة على وجوه الجميع، والتعرف على الطرق الكفيلة بالوصول إلى السعادة.
وقال العطاس: لن نكتفي بالتعرف على كيمياء أو وصفة السعادة، بل يرسم الملتقى الطريق نحو السعادة الأسرية، والسعادة الوظيفية؛ إيماناً منا بأن السعادة هي أفضل وأسهل الطرق للعمل وزيادة الإنتاج وتحقيق أعلى درجات التميز والإبداع والابتكار؛ تحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030، ومبادرتها التي تعمل على تحسين جودة الحياة وصناعة السعادة.
وأكد أن اختيار عنوان "الطريق إلى السعادة" يدفع الجميع إلى التحليق نحو حياة مليئة بالأمل والحب والود والسعادة، في وجود نخبة رائعة من الحضور.
ومع انطلاقة جلسات اللقاء طرح الدكتور خالد ثابت العرابي خبير التعليم والتدريب، كوتش صحي دولي في غذاء العقل والجسد سؤالاً عن معنى السعادة، وقال: سؤال جوهري أرّق الباحثين؛ فعليه تتوقف سعادة الإنسان، وبه ترسم الأهداف، وعليه تدور كل صور الحياة، إنه السؤال الذي ما زال يعبث بعقول المفكرين والفلاسفة، ويلهب خيال الشعراء، ويدير دفة التاريخ، وقلَّما اهتدى الإنسان إلى جوابه.
واستدرك: السعادة سعادتان، سعادة أبدية وأخرى وهمية، الأولى في معرفة الله الحق والانطلاق بها لحسن التعامل مع الكون والإنسان، وتشتمل على السعادة الداخلية التي تسمى "كيمياء السعادة"؛ لأنها تحدث نتيجة تفاعل العقل والجسد والروح، وتشهد تفاعلات فسيولوجية وكيميائية عصبية داخل الجسد والدماغ، وحركة النواقل العصبية (الهرمونات) والتي تؤثر على مستويات السعادة والإحساس بها.
وأكد أن تفاعلات الجسد لتحقيق السعادة عديدة ومعقدة، وتشمل كثيراً من المواد والنواقل العصبية والهرمونات.
من جانبها قدمت أخصائية علم النفس الإيجابي تمارا قزاز محاضرة بعنوان السعادة الأسرية، تطرقت فيها للحديث عن التطور بين الأجيال، ومن ثم تبحرت في تطبيقات عملية تفاعلية توضح كيفية استخدام علم النفس الإيجابي لاستدامة السعادة الأسرية، وكيفية تحديد النية وفوائد التدوين اليومي.
في السياق ذاته، بينت أخصائية تطوير الكوادر البشرية خلود المرغلاني كيفية صنع السعادة في الحياة العملية"، مشيرة إلى أن الفئة المستهدفة هي جميع مناصب الموظفين من حديث التخرج إلى التنفيذي، وقالت: الهدف من هذا اللقاء هو التعرف على العناصر الأساسية بطريقة مبسطة لرفع مستوى الجودة والصحة النفسية في بيئة العمل، لما يزيد من التواصل الفعال ثم الإنتاجية والربحية.
إلى هذا، شدد المدرب الدولي لتطوير الذات صالح أبكر، أن لكل شيء حكمه في خلقه وتكوينه، وأن القلب الصغير الذي يأتي بحجم قبضة اليد، مليء بالمشاعر العذبة ولم يوجد عبثاً، فحين ولادتك في لحظاتك الأولى في هذه الحياة أسعدت والديك، ولم تكتفِ بذلك بل كل شخص في المستشفى وخارجها يراك ينتابه شعور السعادة، وقبل ذلك كل التجهيزات لقدومك كانت على قدمٍ وساق والكل في سعادةٍ وبهجة، إذاً أنت سعادة.. فاستمتع برحلتك في الحياة وعِش حياتك بسعادة.
وفي نهاية اللقاء، كرمت المنصة السعودية هاني الجفري لدعمه للملتقى، والمتحدثين والمتحدثات، وشركاء النجاح، وتم السحب على مقعدين مجاناً لدورة تدريبية لمدة خمسة أيام مقدمة من مركز HDTC للتدريب إحدى شركات مجموعة التطوير لإدارة المشاريع في دبي، وقدم المدرب صالح أبكر "مجس" جميلاً تفاعل معه الحضور بشكل كبير، والتقطت الصور الجماعية بهذه المناسبة.