يحتوي العديد من الأدوية، بما فيها أدوية الأطفال، على الباراسيتامول، وتباع جميعها من دون وصفة طبية؛ لذلك فإنّ التسمم بهذا الدواء ظاهرة منتشرة على نطاق واسع.
وتكشف الدكتورة "يكاتيرينا كاشوخ" أخصائية أمراض الجهاز الهضمي، في حديث لصحيفة "إزفيستيا"، كيف يؤثر الباراسيتامول على عمل الجسم، وما عواقب تناول جرعة زائدة منه؟.
ووفقًا لها: الباراسيتامول هو أحد الأدوية المخفضة للحرارة ومسكنات الألم الأكثر انتشارًا التي يمكن الحصول عليه بسهولة، وهو مدرج في قائمة منظّمة الصحة العالمية للأدوية الأساسية والحيوية. وفعلًا يخفّف الباراسيتامول الألم ويخفض الحمى بفعالية، ولكن إذا تجاوزت الجرعة الموصى بها، فإنه يصبح سامًّا للكبد.
ووفق موقع "آر تي" تقول: "يتحول الدواء في الجسم، تحت تأثير الإنزيمات، إلى مستقلب سام يمكن للكبد تحييده بفاعلية، ولكن عند تناول جرعة كبيرة من الدواء، تنضب قدرة الكبد على شطر هذه المادة السامة، التي تبدأ في تدمير خلايا الكبد".
وتشير الطبيبة إلى أن الجرعة الآمنة للبالغين والأطفال الذين تزيد أعمارهم على 12 عامًا هي 4 غرامات يوميًّا، بحيث لا تزيد على 500 ملغم في المرة الواحدة، وتحسب للأطفال حسب وزنهم؛ حيث يجب ألا تتجاوز الجرعة اليومية 60 ملغم لكل 1 كغم من الجسم؛ لذلك يجب قراءة التعليمات المرفقة بالدواء بإمعان وعدم تجاوز الجرعة المحددة فيها. وإذا لم تنخفض حرارة الطفل يجب استدعاء الطبيب، وليس زيادة الجرعة.
وتشير إلى أن تناول 7.5 غرامات في اليوم يمكن أن تسبّب تسمم الشخص البالغ. أما الجرعة السامة الحادّة للأطفال فهي أكثر من 200 ملغم/ كغم من وزن الجسم، وتجاوزها قد يؤدي إلى قصور الكبد الحاد.
ووفقًا لها: تشير الإحصائيات الأوروبية والأمريكية إلى أن 50 بالمئة من حالات تلف الكبد بسبب الأدوية هو تناول جرعة زائدة من الباراسيتامول.
وأعراض التسمّم الحادّ بالباراسيتامول هي: الغثيان والتقيؤ، وألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن، وآلام في الكلى، وفي بعض الحالات قصور الكبد الحادّ، الذي يتميّز بالضعف وضعف الوعي واصفرار الجلد وبياض العينين؛ لذلك يحتاج المصاب في حالة التسمم الشديد بالباراسيتامول، إلى رعاية طبية سريعة؛ لأنه يسبب تلف الكبد، كما يمكن أن يؤدي إلى فشل العديد من أعضاء الجسم.
وتقول: "عند ظهور أولى علامات التسمم بالباراسيتامول، وخاصة لدى الطفل، يجب فورًا استدعاء سيارة الإسعاف. ويستخدم في علاج هذه الحالة مركب الأسيتيل سيستئين "Acetylcysteine"، الذي يحقن عن طريق الوريد، أو يؤخذ على شكل أقراص. يقلل هذا المركب من سمية الباراسيتامول ويضعف تأثيره في الكبد. وهذا الترياق يكون أكثر فعالية في الساعات الثماني الأولى بعد التسمم.