

كشف البروفيسور أحمد بن سالم باهمام، أستاذ واستشاري الأمراض الصدرية وطبّ النوم بكلية الطب والمدينة الطبية بجامعة الملك سعود، أن الأبحاث العلمية الحديثة تؤكد أن النوم الجيد لا يعتمد على الدماغ وحده، بل يبدأ من صحة الأمعاء، مبينًا أن تحسين صحة الجهاز الهضمي يُعد خطوة أساسية نحو نوم أعمق وأكثر استقرارًا.
وأوضح البروفيسور "باهمام" عبر تدوينة في حسابه على منصة X أن الجهاز الهضمي يحتوي على تريليونات من الكائنات الدقيقة المعروفة بـ«الميكروبيوم المعوي»، والتي تلعب دورًا محوريًا في تنظيم النوم والمزاج والمناعة، من خلال تواصلها المستمر مع الدماغ عبر ما يُعرف بـ«محور الأمعاء–الدماغ»، الذي يشمل الأعصاب والهرمونات والإشارات المناعية، ويُعد العصب الحائر عنصرًا رئيسًا فيه.
وبيّن أن الأمعاء تُنتج عددًا من النواقل العصبية والمواد الكيميائية المؤثرة في النوم والمزاج، من أبرزها السيروتونين المسؤول عن تنظيم المزاج ودورة النوم والاستيقاظ، والميلاتونين الذي يُسهم في الإحساس بالنعاس وتنظيم الساعة البيولوجية، إضافة إلى ناقل «غابا» (GABA) الذي يهدّئ الجهاز العصبي ويعزّز النوم العميق.
وأشار إلى أن اختلال توازن الميكروبيوم المعوي، أو ما يُعرف بخلل التنوع البكتيري، يرتبط بزيادة الالتهاب وارتفاع مستويات الكورتيزول، ما ينعكس سلبًا على جودة النوم، لافتًا إلى أن الالتهاب المزمن الناتج عن ضعف الغشاء المخاطي المعوي أو سوء النظام الغذائي قد يؤثر في تنظيم مراحل النوم المختلفة.
وأكد البروفيسور "باهمام" أن اتباع نمط غذائي غني بالألياف والأطعمة المخمرة مثل اللبن الرائب والكفير والمخللات الطبيعية يساعد في الحفاظ على توازن الميكروبيوم وتحسين جودة النوم، في حين أن الإكثار من السكريات والأطعمة المعالجة يُسهم في اضطراب هذا التوازن وحدوث خلل التهابي.
وأضاف أن انتظام مواعيد تناول الطعام والحرص على الترطيب الكافي يساعدان في استقرار الإيقاع اليومي للأمعاء بما يتناغم مع الساعة البيولوجية للجسم.
وختم حديثه بالتأكيد على أن العناية بصحة الأمعاء تمثل إحدى الركائز المهمة للوصول إلى نوم صحي وعميق ومستقر، مستندًا إلى ما توصّلت إليه أحدث الدراسات العلمية في هذا المجال.