بالعودة للطبيعة والوجود في بيئة محاطة بالنباتات الخضراء يشعر الإنسان بهدوء وسكينة كبيرة.
وبحسب الدراسات يمكن الشعور في هذه اللحظات أن كل المشكلات قابلة للإرادة والحل بمجرد وضع الشخص يديه في التربة.
جمعية العقل الخيرية للصحة العقلية نقلت آراء أكثر من 7 ملايين بريطاني، أنه منذ الوباء استفادت صحتهم العقلية من ممارسة البستنة، بينما يقول الثلثان تقريباً إن البستنة والطبيعة تساعدان على خفض مستويات التوتر لديهم.
سارة باورز، مديرة المركز الإقليمي في برمنغهام في Thrive، وهي مؤسسة خيرية تستخدم البستنة الاجتماعية والعلاجية لمساعدة المحتاجين، تقول: "لقد تخطى تقدير الناس أعمال البستنة والوصول إلى المساحات الخضراء". مشيرة إلى : "أن تأثير الاستثمار الشخصي في تنمية شيء ما هو أمر هائل، لديك شعور بالإنجاز، والمسؤولية، وفرحة مشاهدة بذرة تنبت".
وبحسب الأخصائيين، هناك عديد من الفوائد الصحية الأخرى للبستنة، كما نقلت روسيا اليوم.
الصحة العقلية
تقول سارة باورز: "حضور برنامج بستنة مجتمعي أو العمل على تخصيص أو مجرد الاهتمام بشيء ما في المنزل يمكن أن يمنحك هذا الروتين الذي تحتاج إليه للاستيقاظ، في الصباح أن تكون قادراً على القول: "سأحقق شيئاً ما اليوم، هو سبب استمتاع الناس بالبستنة، وهذا سواء كانت لديك مساحة خارجية أم لا"، تضيف سارة: "هذا الشعور بالإنجاز لا يزال موجوداً حتى في الداخل".
وتدعم أبحاث Mind هذا الأمر، 43% من الأشخاص، العناية بالنباتات المنزلية أو صناديق النوافذ عزّزت صحتهم، وتوصي سارة بنباتات العنكبوت للزراعة في الأماكن المغلقة، وتقول: "إنه نبات سهل العناية به وينتشر ذاتياً. إذا كنت تدعمه، فبعد فترة طويلة يمكنك البدء بالزراعة على نباتات العنكبوت الصغيرة ثم مشاركتها مع العائلة والأصدقاء". وتضيف: "البستنة يمكنها أيضاً بناء الثقة واحترام الذات".
قطع العزلة
تضيف سارة أن التفاعل الاجتماعي مع زملائك من الأشخاص ذوي الأصابع الخضراء هو أحد أفراح البستنة الرئيسة، خاصة إذا كنت متطوعاً في حديقة مجتمعية، لافتة إلى أن: "مشاركة الخبرات مع الأشخاص ذوي التفكير المماثل وامتلاك هذا الإحساس بشيء مشترك يحسّن الرفاهية والثقة".
وبحسب سارة يمكن أن تساعد البستنة على تقليل الشعور بالوحدة، والذي يمكن أن يزيد من خطر الوفاة بنسبة 26% ويرتبط بحالات تشمل أمراض القلب والسمنة والاكتئاب ومرض الزهايمر.
كسر الإجهاد
تتمتع الطبيعة بالقدرة على جعل اهتماماتك تتلاشى، وهناك سبب علمي وراء ذلك. تقول سارة: "وجد الباحثون أنه حتى النظر إلى صور النباتات يمكن أن يساعدك على الشعور بتحسن على المستوى النفسي".. وتضيف: "البيوفيليا هي المكان الذي يمكن أن يساعدنا فيه الاتصال بالطبيعة على استعادة الوضوح والتعاطف والأمل والهدوء وتقدير الحياة".
لذا، إذا كنت عالقاً في مكان مغلق أو متأخراً في العمل، قم بإخراج صورة لشجرة للحصول على نتيجة سريعة تشعرك بالرضا.
تحسين المزاج
تعد البستنة تمريناً رياضياً، وهي طريقة مؤكدة لإطلاق الإندروفين، هرمونات السعادة، ويحاول الأطباء بشكل متزايد الاستفادة من الفوائد المعزّزة للمزاج في الهواء الطلق من خلال الوصفات الاجتماعية الخضراء".
فوائد الصحة البدنية
تقول سارة: "جز العشب ونقل الأواني، ونثر السماد، هي حركات رياضية تسهم في حركة جيدة للجسم" وتضيف: "حتى البستنة الخفيفة على سطح الطاولة (بذر البذور، والري، وحصاد البذور) أثناء الجلوس ستساعد في الحفاظ على نشاط مجموعات عضلات الجزء العلوي من الجسم"، وبفضل كل هذا الهواء النقي والتمارين اللطيفة، من المحتمل أن تنام بشكل أفضل أيضاً.
تطوير المهارات
أضافت سارة: "يمكن لبعض الأنشطة الصغيرة والمفصلة، مثل التقاط بذرة صغيرة، أن تساعد على إعادة تطوير مهارات البراعة اليدوية، وتقوية اليدين والأصابع، فضلاً عن تحسين التنسيق بين اليد والعين".
القيمة الغذائية
يشير الخبراء إلى أن تناول المنتجات المزروعة في المنزل، يسهم في زيادة تناول الفيتامينات والألياف وستكون ألذ من البدائل المغلفة بالبلاستيك من السوبر ماركت.