كشف علماء أحياء جزيئية من روسيا ودول أخرى عن علاقة خفية بين الزنك الزائد ومرض الغلوكوما، محذرين من أن تراكم أيونات الزنك في الجسم الزجاجي للعين يعوق الوظائف الحيوية لبروتين ببتيدي يُعرف باسم PEDF، ما قد يؤدي إلى تدهور في أداء شبكية العين وتفاقم المرض.
وأوضح الفريق العلمي أن هذا البروتين يؤدي دورًا محوريًا في دعم التغذية العصبية ونقل الإشارات داخل الخلايا الشبكية، كما يتمتع بخصائص مضادة لتكوّن الأوعية والأورام.
لكن عند ارتفاع الزنك، تتشكل هياكل معقدة من البروتين تمنعه من التفاعل مع مستقبلاته العصبية، مما يعطل الوظائف اللازمة لبقاء الخلايا.
وتشير الدراسات إلى أن تركيز الزنك لدى مرضى الغلوكوما قد يتجاوز المعدلات الطبيعية بما يصل إلى 15 ضعفًا، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان الزنك سببًا مباشرًا في تطور المرض أو نتيجة لتقدمه.
وللإجابة، حلّل العلماء عينات من 56 مريضًا، وتبين أن الزنك يرتبط سريعًا بجزيئات PEDF مع تقدم المرض، مما يُضعف وظائفه ويمنع ارتباطه بالكولاجين وبروتيناته الشريكة.
ووفق ما نشره اليوم موقع "RT"، استخدم الفريق تقنيات إشعاعية دقيقة لدراسة تلك التفاعلات على المستوى الجزيئي، ويواصل حاليًا بحثه في سبل تطوير علاجات جديدة تستهدف هذه التفاعلات، في خطوة قد تُحدث تحولًا في علاج الغلوكوما أحد أبرز أسباب فقدان البصر المرتبط بضغط العين.