الهزاني: مشروع علمي جديد لتطوير جهاز طبي لتعطيل الذكريات المؤلمة دون المساس بالعقل

لا يزال في مراحله ما قبل السريرية ويعتمد على تحفيز كهربائي موجّه لمناطق محددة في الدماغ
الهزاني: مشروع علمي جديد لتطوير جهاز طبي لتعطيل الذكريات المؤلمة دون المساس بالعقل
تم النشر في

كشف البروفيسور واستشاري طب المخ والأعصاب في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وجامعة الفيصل، ورئيس جمعية السكتة الدماغية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أ.د. عادل علي الهزاني، عن مشروع علمي جديد لتطوير جهاز يُثبّت مؤقتًا داخل الدماغ بهدف تعطيل الذكريات المؤلمة والصدمات النفسية دون التأثير على باقي الذاكرة، وذلك من خلال استهداف دقيق لمنطقة "اللوزة الدماغية" المسؤولة عن المشاعر السلبية.

وأوضح الهزاني، خلال حديثه لبرنامج "ستوديو الصباح" على إذاعة العربية FM، أن المشروع لا يزال في مراحله ما قبل السريرية، ويعتمد على تحفيز كهربائي موجّه لمناطق محددة في الدماغ، مؤكدًا أن الهدف ليس حذف الذاكرة كما يُحذف محتوى الهاتف أو الحاسوب، بل تعطيل أو تعديل الشحنة العاطفية المؤلمة المرتبطة بالحدث والذكريات عند استرجاعها.

وقال: "الإنسان يتذكر الحدث، لكن يفقد الإحساس المؤلم المرتبط به، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على حالات اضطراب ما بعد الصدمة. فالمشروع لا يطمس الذكريات، بل يفصلها عن تأثيرها العاطفي المدمر".

وأشار إلى أن الذاكرة شبكة عصبية كيميائية معقدة، تتداخل مع الحواس والعواطف والمشاعر، مما يجعل استهداف جزء منها دون التأثير على البقية تحديًا علميًّا كبيرًا، فضلًا عن تحديات إنسانية وأخلاقية تتعلق بمن يملك القرار في تعطيل هذه الذكريات، وأيها يستحق الإلغاء.

وتساءل الهزاني: "هل سنبقى كما نحن إذا حذفنا الذكريات الحزينة والمؤلمة؟ وهل يمكن أن يؤثر ذلك على هويتنا وشخصيتنا؟"

كما شدد على أهمية التعايش مع الذكريات بدلًا من محوها، قائلًا: "الغالبية لا تحتاج إلى زر النسيان، بل إلى زر التكيّف والتجاوز، فالمعلومات والذكريات تصبح أقوى كلما استدعيناها وارتبطت بعاطفة، والعكس صحيح".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org