ينصح الأطباء وخبراء الصحة أولياء الأمور، بعدم التهاون بشأن مسألة اختيار الألعاب لأطفالهم، لأن بعضها قد يكون خطيرًا ويؤدي إلى حوادث مفجعة قد تنتهي بوفاة فلذات أكبادهم، حسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
فوفقًا لبيانات لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية الأمريكية، فقد أدت الإصابات المرتبطة بالألعاب إلى دخول 145 ألف طفل، أعمارهم دون الثانية عشرة عامًا، إلى غرف الطوارئ في عام 2022.
ما هي الألعاب التي تشكل أعلى المخاطر؟
حبات الماء "Water Beads"
يأتي في مقدمة تلك الألعاب حبات الماء (Water Beads)، وهي عبارة عن كويرات صغيرة ذات ألوان زاهية يكبر حجمها بشكل كبير عند غمرها في الماء.
ويؤكد الأطباء أن الأطفال الصغار قد يدخلون تلك الخرزات في آذانهم أو أنوفهم، لكن الأسوأ عندما يضعونها في أفواههم.
وفي هذا الصدد، قالت الطبيبة ومديرة التوعية بقسم الطوارئ في مستشفى الأطفال الوطني بواشنطن، سارة كومز، إنه عند ابتلاع تلك الخرزات، فإنها تستمر في امتصاص الماء والنمو في القناة المعوية، مما يؤدي إلى انسدادات وإصابات تهدد الحياة.
وأوضحت كومز أنه يمكن سحب تلك الحبات باستخدام أداة متخصصة، لكن في بعض الأحيان وعندما تتمدد تلك الكويرات وتصبح زلقة، فإن اللجوء إلى عملية جراحية يصبح أمرًا لا مفر منه.
يمكن أن تسبب الألعاب التي تحتوي على مغناطيس أو بطاريات دقيقة (على شكل زر صغير) أو عملة معدنية، أضرارًا داخلية شديدة أو حتى الموت إذا تم ابتلاعها.
ولفت كيري ليمان، رئيس قسم طب الطوارئ في مستشفى جامعة ميدستار جورج تاون في العاصمة الأميركية: "إذا ابتلع طفل بطارية أو مغناطيس، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض تدفق الدم إلى مناطق الأمعاء أو نخر الأنسجة، مما يعني موت أنسجة الجسم".
وشدد على أن ابتلاع البطاريات الدقيقة يمكن أن يؤدي أيضًا إلى الإصابة بالحروق، وذلك بسبب تلامس البطارية مع اللعاب أو سوائل الجسم الأخرى.
وتابع: "يتسبب التيار الموجود في البطارية في حدوث تفاعل، يمكن أن يؤدي إلى إحداث ثقب في الأنسجة".
ونوه ليمان إلى أن أخطر المشكلات تحدث عادة في المريء، لأن البطاريات يمكن أن تعلق في المنطقة الضيقة خلف المدخل الصدري، والتي تقع بين الرقبة والصدر.
وطلب الطبيب من الأهل الوضع في اعتبارهم أن الأطفال يمكنهم الوصول إلى البطاريات، حتى لو كانت اللعبة مغلقة، مضيفًا: "الألعاب التي جرى تثبيت مدخل البطاريات ببراغي محكمة تكون أكثر آمنًا بالنسبة للأطفال".
ينصح أطباء الطوارئ وخبراء السلامة الأهالي بعدم شراء المركبات الكهربائية الصغيرة، مثل السيارات والدراجات الكهربائية والسكوتر، حتى لا يتعرض أطفالهم إلى حوادث كسر عظام، بعضها قد يكون خطيرًا للغاية، كما تقول الطبيبة كومز.
ونبهت كومز إلى أنه يمكن عادة معالجة هذه الكسور في غرفة الطوارئ، لكنها قد تتطلب عملية جراحية في الحالات الأكثر خطورة.
ويعتبر السكوتر العادي غير المزود بمحركات، خيارًا أكثر أمانًا للأطفال، وذلك على الرغم من أنه سبب رئيسي للإصابات بين الأطفال في الولايات المتحدة.
ففي عام 2022، كانت السكوترات غير المزودة بمحركات سببًا في إصابة حوالي 23 ألف طفل تبلغ أعمارهم 12 عامًا أو أقل، وفقًا لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية
لكن نظرًا لأن السكوترات غير المزودة بمحركات تسير بسرعات أبطأ، فإن الإصابات الناجمة عنها عادة ما تكون أقل خطورة، على حد قول "كومز".
وفي هذا الصدد، شددت "كومز " على أنه عند إعطاء الأطفال دراجات غير مزودة بمحركات، فيجب توفير معدات السلامة اللازمة لاستخدامها.
وقالت: "ينبغي التأكد من أن الطفل يرتدي خوذة مناسبة، ولتشجيعه على ذلك ننصح بأن تكون مطلية باللون المفضل لدى ذلك الصغير".
على الرغم من أن الأطفال يحبون ألعاب الترامبولين (القفز)، فإنها تعد سببًا شائعًا لمجموعة واسعة من الإصابات.
وأكثر الحالات شيوعًا التي شاهدتها الدكتورة، جوانا كوهين، طبيبة طوارئ الأطفال في مستشفى جونز هوبكنز في بالتيمور، هي التواء الكاحلين وكسور الذراعين.
وأوضحت أن ذلك يحدث عادة عندما يقفز أكثر من طفل ويصطدمون ببعضهم البعض.
وأضافت كوهين أن الإصابات يمكن أن تحدث أيضًا نتيجة السقوط على النوابض أو إطار الترامبولين، أو السقوط خارج الترامبولين أو محاولة الشقلبة أو غيرها من الأعمال المثيرة "المحفوفة بالمخاطر".
ويساعد وضع الترامبولين على الأرض (وليس في مكان مرتفع) أو وجود شبكة حولها، قد يقلل من خطر السقوط.
الألعاب التي تطلق مقذوفات بلاستيكية أو نارية، مثل قاذفات الصواريخ أو ألعاب البنادق أو المقاليع، يمكن أن تسبب إصابات مختلفة، بما في ذلك في العينين.
وقالت "كومز" إن اللعبة نفسها قد تنفجر عن غير قصد أثناء اللعب بها، مما يؤدي إلى إطلاق مقذوف وإيذاء عين الطفل، وعندها ستكون الأضرار كبيرة لقرب المسافة.
كما ناشدت الأهالي، بقولها: "من فضلكم لا تشتروا اللعب التي تطلق قطعًا صغيرة على الأطفال".