على الرغم من الفوائد الصحية الكثيرة للاستحمام بالماء البارد؛ إلا أن الكثيرين يتجنبونه ويفضلون الاستحمام بالماء الساخن.
جرّاحة العظام الأمريكية "شارون هام" قالت إن "الاستحمام بالماء البارد يُعَد من أفضل الطرق للاستفادة من العلاج بالبرودة للرياضيين؛ خاصة بعد ممارسة الرياضة؛ حيث يمكن لأي شخص يمارس التمارين الرياضية الاستفادة من هذه الفوائد".
وأوضحت "شارون" أن الاستحمام بالماء البارد يُعد آمنًا، ولا يشكل أي خطر على الأشخاص الأصحاء؛ لكن إذا كنت تُعاني من الإصابة ببعض الحالات المرضية، فيجب استشارة الطبيب قبل الاستحمام بالماء البارد، وتشمل أبرز هذه الحالات؛ وفق "سكاي نيوز عربية": "حساسية البرد" وهو رد فعل جلدي يحدث عند تعرض الجسم للبرد، و"مرضى القلب" كون تعرض مرضى القلب للماء البارد قد يزيد الضغط على القلب ليشكل بذلك خطرًا على صحتهم، و"متلازمة رينود" هي حالة صحية تُسبب الخَدَر أو التنميل لأصابع اليدين والقدمين عند التعرض لدرجات الحرارة الباردة.
والاستحمام بالماء البارد يعني الاستحمام بالمياه التي تقل درجة حرارتها عن 15 درجة مئوية لمدة دقيقتين أو ثلاثة، ولا يُعد طريقة علاج رئيسية لعلاج أي حالة مرضية؛ بل هو إجراء يساعد على التخفيف من شدة الأعراض المرضية؛ وذلك لأن الأبحاث حول العلاج بالتبريد لا تزال محدودة حتى هذا الوقت.
وهنا يمكن رصد بعض الفوائد المحتملة للاستحمام بالماء البارد وأبرزها:
تعرض الجسم للماء البارد بشكل مفاجئ بعد الماء الساخن، سيساهم في تحفيز خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن محاربة العدوى، والالتهابات، والفيروسات التي تسبب الإصابة بنزلات البرد؛ لذلك يُنصح عادةً بالحرص على التعرض للماء البارد بعد الاستحمام بالماء الساخن حتى لو لبضع دقائق.
نتائج بعض الدراسات السريرية وضّحت وجود تأثير إيجابي للحمام البارد في التخفيف من أعراض الاكتئاب؛ وخاصةً عند الأشخاص الذين يستحمون بالماء البارد يوميًّا لمدة عدة أشهر.
كما أفادت بعض الدراسات الأخرى أهمية الاستحمام بالماء البارد في تحسين المزاج والتقليل من الشعور بالتوتر والقلق.
تكمن أهمية استخدام الماء البارد في زيادة تدفق الدم، والتي تحدث نتيجة الإجهاد الذي يبذله الجسم من أجل الحفاظ على درجة حرارته الأساسية عند تعرضه للماء البارد بشكل مفاجئ.
ويساعد ذلك على زيادة تدفق الدم المؤكسد الغني بالأكسجين والمغذيات إلى أجزاء الجسم المصابة، ويؤدي إلى إراحة الأجزاء المصابة؛ وبالتالي التقليل من الشعور بالألم وبالأعراض المرضية الأخرى؛ وذلك وفقًا لما قالته الطبيبة الأمريكية.
تَعَرّض الجسم للماء البارد يجعله يبذل مجهودًا أكبر من أجل الحفاظ على درجة حرارته الأساسية؛ مما قد يؤدي إلى زيادة عملية الأيض وبالتالي حرق كميات بسيطة من السعرات الحرارية.
تضيق الأوعية الدموية بمجرد تعرضها للبرودة؛ مما يساهم في تدفق الدم الغني بالأكسجين والمغذيات إلى مركز الجسم والأعضاء الرئيسية، وبعد أن تعود حرارة الجسم إلى طبيعتها؛ فإن الأوعية الدموية تتوسع وتعيد الدم المحمل بالأكسجين إلى أنسجة الجسم؛ مما يساعد على تخفيف الالتهابات المسببة لآلام العضلات التي قد تحدث بعد ممارسة الرياضة.
العلاج بالبرودة يساهم بشكل كبير في التقليل من الألم؛ وذلك عن طريق التخفيف من الالتهاب في الجسم، بالإضافة إلى دوره في التأثير في طريقة تحليل الدماغ للألم.