
حذّرت دراسة حديثة من أن ملايين الأشخاص حول العالم مصابون بداء السكري من النوع الأول من دون علمهم، فيما كشف استشاري أمراض الغدد الصماء وسكري الأطفال الدكتور بسام صالح بن عباس عن ارتفاع مقلق في معدلات الإصابة بالمرض في المملكة العربية السعودية، مؤكدًا أن المملكة ضمن الدول العشر الأعلى عالميًا في انتشاره، بحسب الاتحاد العالمي للسكري.
وأوضح "ابن عباس"، خلال لقاء تلفزيوني في برنامج "MBC في أسبوع"، أن السكري من النوع الأول يختلف عن النوع الثاني، إذ لا يرتبط بزيادة الوزن أو قلة الحركة، بل يعد خللًا مناعيًا يصيب الأطفال بشكل متزايد في السعودية والمنطقة العربية، دون معرفة دقيقة لأسباب انتشاره، مرجحًا أن تكون العوامل الجينية أو البيئية من مسبباته.
وأشار إلى أن أبرز أعراض المرض تتمثل في كثرة التبول، الشعور المستمر بالعطش، ونقصان الوزن، داعيًا الأهالي إلى الانتباه لهذه العلامات لدى الأطفال.
وكشف "ابن عباس" أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بدأ في تطبيق برنامج للكشف المبكر عن السكري من النوع الأول عبر تحليل الأجسام المضادة لأقارب المصابين، ما يساعد على تحديد المعرّضين للإصابة قبل سنوات من ظهور المرض، مبينًا أن نسبة الإصابة قد تصل إلى 70% خلال خمس سنوات عند ظهور مؤشرات مناعية واضحة.
وأضاف أن هيئة الغذاء والدواء السعودية اعتمدت مؤخرًا علاجًا وقائيًا جديدًا يؤخر ظهور المرض لمدة سنتين أو ثلاث سنوات، عبر إعطاء جرعة واحدة وريدية على مدى 14 يومًا، في خطوة تُعد الأولى من نوعها في المملكة. كما بدأ المستشفى باستخدام علاج آخر يحافظ على خلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين.
وفي جانب متقدم، أكد ابن عباس أن فريقًا طبيًا بالمستشفى يجري أبحاثًا على الخلايا الجذعية بالتعاون مع شركة "فيرتكس" العالمية لعلاج الحالات المزمنة والمعقدة، لافتًا إلى أن المستشفى يعتمد أيضًا العيادات الرقمية لمتابعة الأطفال المصابين عبر التطبيقات الذكية، خاصة مستخدمي مضخات الإنسولين المتطورة، حيث أظهرت التجارب تحسنًا ملحوظًا في مستويات السكر لديهم.