بـ"عظام شاب وقلب كهل".. اختبار دم ثوري يكشف سن شيخوخة كل جهاز في الجسم على حدة

دراسة من جامعة ييل: دقة متفوقة في التنبؤ بالأمراض تفتح آفاقًا لعلاجات مخصصة أكثر فعالية
بـ"عظام شاب وقلب كهل".. اختبار دم ثوري يكشف سن شيخوخة كل جهاز في الجسم على حدة
تم النشر في

لا تشيخ أجسامنا بمعدل موحد، إذ تختلف سرعة شيخوخة عضو عن آخر بشكل كبير، ولهذا طوّر علماء من جامعة ييل الأمريكية اختبار دم ثوري يمنح نظرة تفصيلية لشيخوخة 11 جهازًا وعضوًا في الجسم، بما في ذلك القلب والرئتان والدماغ والجهاز المناعي، على عكس الاختبارات التقليدية التي تقدم رقمًا واحدًا للعمر البيولوجي للجسم بأكمله.

ووفقًا لتقرير نشر أمس على موقع "ميديكال إكسبريس" العلمي، جرى تطوير الاختبار عبر تحليل كميات ضخمة من البيانات الصحية لما يقرب من 7500 شخص، حيث استخدم الباحثون تقنيات التعلم الآلي لربط المؤشرات الحيوية في الدم وأنماط مثيلة الحمض النووي – وهي علامات كيميائية تتحكم في نشاط الجينات – بالحالات المرتبطة بالعمر. وأسفر ذلك عن ابتكار اختبار "عمر الأنظمة" الذي يمنح درجات فريدة لكل جهاز في الجسم.

دقة أعلى من الطرق التقليدية

عند تطبيق الطريقة على أكثر من 8000 شخص، أثبت الاختبار دقة متفوقة في التنبؤ بالأمراض مقارنة بالاختبارات السابقة. فعلى سبيل المثال، كانت درجة القلب مؤشرًا أوضح لأمراض القلب من العمر البيولوجي العام. والأهم أن الدراسة كشفت أن أشخاصًا لديهم نفس "العمر الكلي للأنظمة" قد يشيخون بمعدلات مختلفة عبر أعضائهم.

ونشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Aging المتخصصة بدراسات الشيخوخة، مؤكدة أن هذا النهج قد يُحدث ثورة في الرعاية الصحية. فمن خلال معرفة العمر البيولوجي لكل جهاز، سيتمكن الأطباء من تقديم علاجات دقيقة وموجهة، مثل تعزيز المناعة في حال تقدّم الجهاز المناعي في العمر أسرع من غيره، أو تعديل نمط الحياة ووصف أدوية خاصة لتحسين صحة القلب إذا أظهر الاختبار مؤشرات ضعف مبكر في القلب.

ويرى الباحثون أن اختبار "عمر الأنظمة" سيسهم في تحديد المخاطر المرتبطة بالتقدم في العمر بشكل أفضل، مما يمهّد الطريق لعلاجات شخصية أكثر فاعلية، ويجعل الطب وقائيًا وتنبؤيًا بدرجة غير مسبوقة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org