أكد استشاري الباطنة والجهاز الهضمي الدكتور عبدالله الذيابي، أن صعوبة البلع تعد من الأعراض التي ينبغي عدم تجاهلها وتكرارها، مشيراً إلى أنها قد تكون مؤشرًا على وجود مشكلة خطيرة؛ حيث إن صعوبة البلع تعني أنَّ تحريك الطعام أو الشراب أو كلاهما من الفم إلى المعدة غير سلس ما قد يوقف الأكل قبل الوصول إلى المعدة، وينتج تراكم للطعام في المريء حيث لا يستطيع الجسم هضمه وامتصاصه.
وعن المقصود بصعوبة البلع، يقول "الذيابي"، إن صعوبة البلع ليس المقصود بها هنا التوقف المفاجئ للحم في الحلق بسبب الأكل بسرعة، وعدم مضغ الطعام جيدًا، بل المقصود بها الصعوبة المتكررة.
وأضاف: "أسباب صعوبة البلع متعددة، منها: المشكلات الصحية التي تصيب المريء؛ كارتجاع المريء، والتهابه الناتجة من الميكروبات أو الأدوية؛ أو التهاب المريء اليوزيني، وقد تحدث بسبب وجود تضيق حميد أو خبيث في المريء، أو خلل في العضلة، أو الأعصاب المحفزة لانقباضات المريء".
وتابع: "هناك مسببات أخرى لصعوبة البلع غير أمراض المريء، مثل: المشكلة الصحية في منطقة الحلق أو الفم (كسل في حركة اللسان، أو عضلات الحلق، أو وجود تضييقات أو أورام)، وغالبًا تحدث بسبب أمراض الأعصاب؛ كالجلطات، ومرض باركنسون، والأمراض المسببة للوهن العضلي".
وعن الأعراض التي تصاحب صعوبة البلع، أوضح "الذيابي" أنها "تشمل ألـم مع البلع، أو ألـم في الصدر، والحموضة والحرقان، وفقدان الوزن غير المقصود، وفقر الدم، والسعال أثناء الأكل، والتهاب الرئتين المتكرر بسبب دخول الطعام مجرى التنفس، واستفراغ طعام غير مهضوم بعد فترة من تناوله، واستفراغ الدم، أو وجود دم أثناء قضاء الحاجة".
وأردف: "أبرز التحاليل التي تستخدم في تشخيص سبب عسر مرور الطعام عبر المريء إلى المعدة هي: منظار الجهاز الهضمي العلوي، مع أخذ جرعة من المريء، وأشعة الباريوم، وقياس حركية وانقباضات المريء".
وأضاف: "تختلف الطرق العلاجية وتتنوع صعوبة البلع، اعتمادًا على السبب، مثلًا: في حالات ارتجاع المريء، يمكن تناول أدوية الحموضة، ومع المريء اليوزيني تتحسن الأعراض باستخدام بخاخ الكورتيزون وأدوية الحموضة، وفي حالات التضييقات الحميدة تختفي الأعراض إلى حد كبير بعد توسيعها بالمنظار، لذلك لابد من زيارة طبيب مختص لمعرفة السبب، لتحديد واختيار الطريقة العلاجية المناسبة".