
كشفت مراجعة لدراسات عن التغذية والسمنة أن الآباء يؤثرون بشكل كبير على سلوكيات الأكل لدى أطفالهم لأنهم يتخذون قرارات رئيسة تتعلق بطعامهم ويصبحون قدوة لهم، حيث يراقب الأطفال أنماطهم الغذائية وخياراتهم.
وحسب تقرير على موقع "نيوز ميديكال" الطبي، فإنه في فترة الطفولة المبكرة غالبًا ما يتم تأسيس عادات وأنماط الأكل المستقبلية للأطفال، حيث يمكن أن تؤدي أنماط الأكل غير الصحية إلى السمنة وزيادة الوزن لدى الأطفال، وهي الظاهرة التي زادت عالميًا في السنوات الأخيرة، مما يزيد في النهاية من خطر الإصابة بأمراض غير معدية.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن التقرير، أن الدراسات كشفت أدلة على أن أجسام الوالدين تتنبأ بأجسام وسلوك أكل أطفالهم، حيث وجدت دراسات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أن الأطفال من الأسر التي تعاني بسبب زيادة الوزن أو السمنة هم أكثر عرضة لتفضيل الأطعمة الدهنية، وتناول الوجبات الخفيفة بشكل متكرر، واستهلاك الوجبات الخفيفة العالية الطاقة، وأقل عرضة للاستمتاع بالخضراوات.
ولفت الموقع إلى دراسة حديثة نشرت في مجلة " Nutrients"، استكشف خلالها الباحثون كيف ترتبط عادات الأكل لدى الأطفال الإيطاليين في سن ما قبل المدرسة بالحالة الغذائية لوالديهم.
وخلصت الدراسة إلى أن الأطفال الذين يعاني آباؤهم بسبب زيادة الوزن أو السمنة يستهلكون المزيد من الكربوهيدرات.
وتم استخدام الاستبيانات لجمع البيانات حول سلوك الأطفال في أثناء أوقات الوجبات، بما في ذلك تفضيلاتهم ومهاراتهم في التغذية والامتثال السلوكي كما قدم الآباء معلومات حول شعورهم تجاه إطعام أطفالهم وأوقات الوجبات، والتفاعلات الأسرية.
وكان أكثر أنواع الطعام شيوعًا المعكرونة، حيث أبدى 46 في المائة من الأطفال تفضيلهم لها، وكانت ثاني أكثر العناصر شيوعًا هي الشوكولاتة والحلويات الأخرى، بما في ذلك الأطعمة المخبوزة.
وكانت الخضراوات، والأسماك، من بين أكثر الأطعمة التي رفضها الأطفال، ولم يرفض سوى 16 في المائة من الأطفال أي طعام.
وفضل 37 في المائة من الأطفال الماء، فهو مشروبهم الأكثر شعبية، وفضل 21 في المائة المشروبات التي تحتوي على الكولا، ولم يشرب سوى 13 في المائة المشروبات المحلاة بالسكر، وكان استهلاك عصير الفاكهة مرتفعًا بشكل ملحوظ، بمتوسط تناول 3.2 مرة في الأسبوع، على الرغم من التوصيات بالحد من المشروبات السكرية لدى الأطفال الصغار.
ووجد الباحثون أن ما يقرب من 10 في المائة من الأطفال معرضون لخطر الإصابة بمشكلات الأكل؛ ومن هذه المجموعة، كان لدى 65 في المائة منهم والد واحد على الأقل يعاني بسبب السمنة أو زيادة الوزن، ولكن 35 في المائة لديهم آباء لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي.
وهذا يشير إلى أنه في حين أن الحالة الصحية ووزن الوالدين عاملان مساهمان، فقد تلعب التأثيرات البيئية أو الوراثية الأخرى دورًا أيضًا.
وبدأ الأطفال الذين يعانون بسبب السمنة أو زيادة الوزن في شرب الحليب في وقت مبكر مقارنة بأولئك الذين لم يكونوا كذلك؛ كما استهلكوا المزيد من الدهون وكميات أقل من الكربوهيدرات.
وعلى النقيض من ذلك، استهلك الأطفال الذين كان آباؤهم يعانون بسبب السمنة أو زيادة الوزن المزيد من الكربوهيدرات، ولكن كان لديهم إجمالي تناول أقل من البروتين مقارنة بأولئك الذين لديهم آباء يتمتعون بوزن طبيعي.
وبالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن الأسر التي لديها عدد أكبر من الأطفال تميل إلى تقديم حليب في وقت مبكر وكان لديها استهلاك أعلى للمشروبات المحلاة بالسكر قبل سن 24 شهرًا.
وتظهر هذه النتائج كيف يرتبط وزن الأطفال وحالتهم الغذائية بوزن والديهم، حيث كان لدى أكثر من نصف الأطفال في الدراسة والد واحد على الأقل يعاني بسبب السمنة أو زيادة الوزن، وهو ما قد يشكل عامل خطر لتطور السمنة لديهم في مرحلة لاحقة.
وتشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يعانون بسبب السمنة أو زيادة الوزن هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة أو زيادة الوزن بمرتين من أولئك الذين يتمتع آباؤهم بوزن صحي؛ ربما تكون هذه العلاقة نتيجة لعوامل بيئية وجينية.
وبالإضافة إلى ذلك، ارتبط مؤشر كتلة الجسم لدى الأم بشكل إيجابي بكل من وزن الطفل عند الولادة ومؤشر كتلة الجسم، مما يسلط الضوء على التأثيرات الجينية المحتملة في خطر السمنة.
وكانت من النتائج المهمة، المستويات العالية من استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر وغيرها من المنتجات السكرية، وكان هذا ملحوظًا بشكل خاص في الأسر التي لديها أطفال كُثر، حيث كان التعرض المبكر للمشروبات السكرية أكثر شيوعًا.
ووفقًا للدراسة، يمكن أن يدعم التعليم الغذائي الأسر في الابتعاد عن الأطعمة غير الصحية وتناول بدائل أكثر صحة لتعزيز الوزن الصحي والنمو في أثناء الطفولة المبكرة.