"حراس المناعة طويلة الأمد".. دراسة أمريكية تكشف أن خلايا "تتذكر الأمراض" تعيش حتى 10 سنوات داخل الجسم

"حراس المناعة طويلة الأمد".. دراسة أمريكية تكشف أن خلايا "تتذكر الأمراض" تعيش حتى 10 سنوات داخل الجسم
تم النشر في

أعادت دراسة أمريكية حديثة صياغة الفهم العلمي للمناعة طويلة الأمد، بعدما كشفت أن خلايا الذاكرة التائية، وهي خلايا مناعية مهمتها "تذكر" الإصابات السابقة، تعيش لفترات أطول بكثير داخل أنسجة مثل الطحال، حيث يمتد عمرها بين 3 و10 سنوات، مقارنةً بنظيراتها الموجودة في الدم التي تعيش من سنة إلى سنتين فقط، متحديةً تأثيرات الشيخوخة.

ووفقًا لتقرير نشره موقع "ميديكال إكسبريس"، كان تركيز العلماء سابقًا على الخلايا المناعية المنتشرة في الدم، لكن الدراسة الجديدة كشفت عن مرونة فائقة لدى الخلايا المقيمة داخل الأنسجة، ما يمنحها قدرة أعلى على البقاء والقيام بدور وقائي أكثر استدامة.

تأريخ الكربون-14 يكشف عمر الخلايا

ولتحديد عمر هذه الخلايا، استخدم فريق بحثي بقيادة بروس بوتشولز من مختبر لورانس ليفرمور الوطني في كاليفورنيا تقنية متقدمة تُعرف بـ"تأريخ الولادة بالكربون المشع".

واعتمدت الطريقة على تتبع نظائر الكربون-14 في الحمض النووي لخلايا أُخذت من 138 متبرعًا بالأعضاء تتراوح أعمارهم بين عامين و93 عامًا، لتحديد العمر الحقيقي للخلايا بدقة. وكشفت الدراسة أن موقع الخلية داخل الجسم هو العامل الأساسي في طول عمرها.

خلايا الأنسجة تتجاوز الشيخوخة المناعية

وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة "Immunity"، فإن خلايا الذاكرة التائية في الدم تتأثر بالشيخوخة المناعية تدريجيًا، فتفقد فعاليتها مع تقدم العمر.

أما خلايا الذاكرة المقيمة في الأنسجة (TRM) فتمتاز بأنها "محصنة ضد الشيخوخة المناعية"، ما يسمح لها بالاحتفاظ بقدرتها على التكيّف وتنظيم الجينات المسؤولة عن تفعيل الذاكرة المناعية وتجهيز الجسم للدفاع عند التعرض لأي عدوى سبق أن واجهها.

وتشير النتائج إلى أن ثبات هذه الخلايا داخل الأنسجة يعد أساسًا مهمًا للحفاظ على المناعة لدى كبار السن.

خارطة طريق لمستقبل اللقاحات

ويرى الباحثون أن فهم كيفية مقاومة خلايا TRM للتدهور المناعي قد يفتح الباب أمام تطوير لقاحات وعلاجات جديدة تستهدف تعزيز المناعة طويلة الأمد، خصوصًا لدى كبار السن، عبر بناء دفاعات خلوية أكثر استدامة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org