
تُعد نظافة اليدين أحد أهم جوانب الرعاية الصحية الوقائية، ورغم أن غسل اليدين يبدو أمرًا بديهيًا، فإن إتقان الطريقة الصحيحة والتوقيت المناسب يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا بين الصحة والمرض الخطير.
بمناسبة اليوم العالمي لغسل الأيدي الذي يُصادف 15 أكتوبر، يرصد تقرير نشره موقع روزن ميديكال سنتر إحصاءات مقلقة عن المخاطر الخفية للأيدي المتسخة. فبحسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC)، يموت نحو 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة سنويًا بسبب أمراض الإسهال والالتهاب الرئوي، وهما السببان الرئيسيان لوفيات الأطفال حول العالم. ومع ذلك، فإن غسل اليدين بالصابون يمكن أن يمنع حالة واحدة من كل ثلاث حالات إسهال، وحالة من كل خمس أمراض تنفسية، ما يجعل هذا الفعل البسيط منقذًا للحياة بحق.
ويوضح الكاتب الأمريكي جون ناسيفيرا في مقاله الوعي بغسل اليدين: ممارسات إيجابية لمستقبل صحي أن أيدينا تلامس باستمرار أسطحًا ملوثة مثل مقابض الأبواب ولوحات المفاتيح، ثم نلمس وجوهنا دون وعي، وخاصة العينين والأنف والفم، ما يتيح للبكتيريا الضارة مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية دخول أجسامنا بسهولة.
يتطلب غسل اليدين الفعّال تقنية دقيقة وتوقيتًا مناسبًا. تبدأ العملية بتبليل اليدين بماء جارٍ نظيف، ثم وضع الصابون وفرك اليدين لمدة عشرين ثانية على الأقل — وهي مدة يمكن تقديرها بترديد أغنية عيد ميلاد سعيد مرتين. ويجب التركيز على الأظافر، وبين الأصابع، والمعصمين، ثم شطف اليدين جيدًا وتجفيفهما بمنشفة نظيفة، إذ إن الجراثيم تنتقل بسهولة على اليدين المبللتين أكثر من الجافتين.
كما أن التوقيت لا يقل أهمية عن التقنية، ويشمل اللحظات الأساسية قبل تناول الطعام، وبعد استخدام الحمام، وبعد ملامسة الحيوانات الأليفة أو القمامة، وعند رعاية المرضى. ورغم أن معقم اليدين يوفر راحة سريعة، يظل الصابون والماء الخيار الأفضل لإزالة الجراثيم والمبيدات والشحوم والأوساخ.
لكن الإفراط في الغسل قد يحمل مخاطره أيضًا، إذ يُزيل الزيوت الطبيعية المفيدة من الجلد ويُسبب تشققات تُسهّل دخول الميكروبات، مما يجعل الاعتدال والتوازن أساسًا للحفاظ على النظافة دون الإضرار بالبشرة.