شدد تقرير بعنوان “نحو مستقبل أفضل للصحة النفسية في المملكة العربية السعودية”، على أهمية التشخيص المبكر للوقاية من الاضطرابات النفسية، وضرورة التوعية المستمرة، وإعداد الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين في المدارس بمناهج حديثة وبرامج مستمرة.
وتناول التقرير الذي صدر حديثًا عن “ملتقى أسبار" عددًا من المحاور منها الإشكالات ذات الصلة بالصحة النفسية في المجتمع السعودي، والصحة النفسية والتعليم، والعلاج النفسي عن بعد وتقييم فعاليته، واستشراف مستقبل الصحة النفسية في المملكة.
وعرض التقرير لإطلاق مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة مشروع المسح الوطني السعودي للصحة النفسية عام 2010، كجزء من مبادرة المسح العالمي للصحة النفسية التابع لمنظمة الصحة العالمية وجامعة هارفارد، والتي أُجريت في أكثر من 36 دولة حتى الآن.
ومن أبرز نتائج برنامج المسح الوطني السعودي للصحة النفسية التي تم الكشف عنها في أواخر 2019، أن نحو 34 % من السعوديين تنطبق عليهم معايير تشخيص اضطرابات الصحة النفسية في وقت ما من حياتهم، وأن نحو 13 % فقط منهم يسعون إلى تلقي العلاج لاضطراباتهم في إحدى سنوات حياتهم.
ولفت تقرير “ملتقى أسبار” إلى انعكاس المشاكل الأسرية والمنزلية على نفسية الطالب، وانتشار صعوبات التعلم بشكل أكبر مما نتوقع، مشيرًا إلى أن الأمراض الجسدية وبخاصة المزمنة تعد سببًا رئيسًا في السعي للخدمات الصحية.
وأوضح التقرير أن تحويل النظام الصحي إلى نظام يعتمد على الرعاية الصحية الأولية سيكون له أثر عظيم في تسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية النفسية، وهو ما يحدث حاليًا في النظام الصحي السعودي، لافتًا إلى ضرورة تهيئة مراكز الرعاية الصحية الأولية لتقديم الخدمات النفسية.
وخلص التقرير إلى عددٍ من التوصيات من تنظيم حملات توعوية واسعة النطاق، وزيادة عدد المستشفيات والمراكز المتخصصة في العلاج النفسي، وتعزيز برامج التدريب والتأهيل للأطباء والمعالجين والمرشدين النفسيين، وتشجيع البحوث التي تهدف إلى فهم المشكلات النفسية وتطوير طرق علاجية فعّالة، إضافة إلى تطوير نظام يحتوي على ملف رقمي للصحة النفسية لكل مواطن.
وقد شارك في التقرير ضمن قضية الأسبوع في “ملتقى أسبار” عدد من الخبراء والمختصين، واستند التقرير إلى ورقة رئيسة قدمتها د. ياسمين التويجري، وعقب عليها كل من الدكتور فهد اليحيا، والدكتور ياسر الدباغ وأدار الحوار حولها الدكتور ماجد الغريبي.