يروج البعض عبر منصات التواصل الاجتماعي أن استبدال فنجان من القهوة في الصباح الباكر بكوب من مرق (حساء) العظام، هو أفضل بكثير للحصول على النشاط والطاقة، بالإضافة إلى أنه لا يحتوي على الكافيين الذي تضر كثرته بصحة الإنسان.
والمرق هو ماء مغلي يتم وضع بعض اللحم فيه ليمتص فوائده، ويُقدم دونها.
وحسب أخصائية التغذية، وان تشون، التي تحدثت إلى موقع "هيلث" الطبي، فإن "شرب مرق العظام يعد خيارًا أفضل من القهوة، خاصة إذا كان الأفراد يميلون إلى إضافة الكثير من السكر إلى قهوتهم".
وتابعت موضحة: "شرب المشروبات السكرية في الصباح يمكن أن يسبب انهيارًا في الطاقة (الشعور بالجوع) مبكرا".
من جانبها، قالت أخصائية التغذية، كريستين دراير: "استهلاك مرق العظام يعد آمنًا بشكل عام بالنسبة لمعظم الناس، ويمكن أن يكون إضافة صحية لنظامك الغذائي عند تناوله باعتدال".
ونوهت إلى أن الادعاءات التي تشير إلى دور مرق العظام في تخفيف آلام المفاصل، ودعم صحة الأمعاء، وحتى تقليل التجاعيد أو الوقاية منها، لا تزال غير مثبتة علميا بشكل جازم.
ولفتت إلى أن "مرق العظام يعتبر مصدراً جيداً للبروتين، وهو من المغذيات الكبيرة الأساسية، وذلك على الرغم من أنه ليس بروتينًا كاملاً، إذ أنه يفتقر إلى بعض الأحماض الأمينية".
وزادت: "مع ذلك، لا يزال بإمكانه المساهمة في حصة من البروتين اليومي".
على سبيل المثال، يحتوي كوب واحد من مرق عظام اللحم البقري العضوي على 9 غرامات من البروتين، وهي كمية تشكل 18 بالمئة من الحصة اليومية البالغة 50 غرامًا لشخص يتناول 2000 سعرة حرارية يوميًا.
ويرتبط الحصول على ما يكفي من البروتين في النظام الغذائي بنمو العضلات، وإدارة الوزن بشكل أفضل، والتعافي من الجروح، بالإضافة إلى فوائد صحية أخرى.
ومن حيث السعرات الحرارية، فإن كوبا واحدا من القهوة (دون أي إضافات) يحتوي على حوالي 2 سعر حراري لكل كوب؛ بينما نفس الكمية من مرق العظام تحتوي على حوالي 40 سعرة حرارية.
ووفقًا لـ"تشون"، فإن محبي مرق العظام على حق في قولهم إن ذلك "المشروب اللذيذ" يوفر الطاقة دون توتر أو "انهيار" لاحقًا.
وعلى الرغم من أن مرق العظام لا يحتوي على مادة الكافيين (لذلك لن تواجه بالضرورة موجة فورية من النشاط)، إلا أنه، بحسب الأخصائية، قد يوفر تدفقًا ثابتًا للطاقة طوال الصباح.
وأكدت تشون أن بروتين مرق العظام يمنح فوائد أكثر لن يحصل عليها المرء من القهوة، موضحة: "مرق العظام يجعلك تشعر بالامتلاء والشبع فترة أطول، وبالتالي يقلل من الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الحلوة المرتبطة بالسكر".
وزادت: " إنه عبارة عن وجبة إفطار منخفضة البروتين".
إن اتخاذ قرار بشأن التحول من فنجان قهوتك التقليدي إلى كوب من مرق العظام أمر متروك لك، لكن إذا كانت القهوة تجلب لك السعادة، فقد لا يكون من المفيد حذفها من روتنيك، حسب "دراير".
وأضافت الأخصائية: "مرق العظام يعد خيارًا ممتازًا لأولئك الذين يهدفون إلى تقليل الكافيين.. ومع ذلك، بالنسبة لعشاق شرب القهوة، فيمكنهم الاستمتاع بقهوتهم كجزء من نظام غذائي متوازن.
ووفق تشون، فإنه ليس هناك أي ضرر في شرب كلا المشروبين، سواء تغييرهما من يوم لآخر أو استهلاكهما معا.
وقالت: "إن شرب مزيج من المشروبين في الصباح يمكن أن يساعد في تقليل التوتر المرتبط بتناول القهوة وحدها".