يؤكد تقرير لمجلة "سيكولوجي توداي" الأمريكية، المتخصصة في علم النفس أن العديد من الأزواج والزوجات يجدون صعوبة في الاعتراف بمشاعر الغضب والإحباط المكبوتة لديهم، خاصة إذا كانت هذه المشاعر بسبب الطرف الآخر، ورغم ذلك هناك 8 علامات تؤكد وجود هذا الغضب المكبوت.
وفي التقرير يقول الدكتور سيث جيه جيليهان الطبيب النفسي المتخصص في العلاج السلوكي: إن الصعوبات غير المبررة التي تظهر في العلاقة بين الزوجين قد تكون ناتجة عن الغضب الذي يكمن تحت السطح، فهذا الغضب غير المعترف يصنع حاجزًا بين الطرفين.
ويضيف "جيليهان": عندما يكون الزوجان غاضبين، يمكن أن يكون الاعتراف بمشاعر الغضب ومشاركتها أمرًا صعبًا، وهو ما يخلق صراعًا مكتومًا قد يؤدي إلى الانفجار في أي موقف حتى لو كان صغيرًا، وبالعكس، يمكن أن يؤدي التعامل مع الغضب غير المعترف به إلى علاقة أقوى بين الطرفين.
ويؤكد الدكتور "جيليهان": أنه مهما حاول الشخص، فإن الغضب المكبوت لا يختفي بطريقة سحرية، فالغضب طاقة سلبية وستذهب إلى مكان ما، ويظهر هذا الغضب في 8 علامات شائعة بين الأزواج، وهي:
تتسبب المشكلات غير المعترف بها بين الزوجين في عرقلة تبادل الحديث السهل بين الزوجين، فإذا كنت تحمل مشاعر غضب لا تدركها تمامًا، فقد يؤدي ذلك إلى الكثير من الصمت في المنزل أو الحديث القصير غير المرضي عندما تكون أنت وزوجتك بمفردكما.
يمكن أن يثير الغضب الخفي مشاعر غير مريحة عندما تكون مع الطرف الآخر، وخاصة إذا استمرت في القيام بالأشياء التي تجعلك غاضبًا، نتيجة لذلك، قد تجد نفسك تقضي أقل وقت ممكن معها في المنزل.
عندما تقضي وقتًا مع زوجتك، قد تجد صعوبة في النظر في عينيها، هناك شيء ما في هذا المستوى من العلاقة يبدو منفرًا، ربما يحدث ذلك بسبب مشاعر الغضب السلبية في داخلك.
عندما يسود الود والرضا بين الزوجين، يكون من السهل القيام بأشياء لطيفة للطريف الآخر، كشراء هدية أو المشاركة في عمل منزلي، ولكن عندما يشعر أحد الأطراف أو الطرفين بالغضب، سيجد في نفسه مقاومة للقيام بهذه الأمور اللطيفة، وقد يصل الأمر إلى الشعور بأننا نقدم خدمة لعدو.
لأسباب مماثلة، قد يكون من الصعب على الطرفين الشعور بالسعادة لبعضهما عند تحقيق إنجازات أو انتصارات، كالحصول على ترقية أو زيادة بالراتب، أو زواج شقيق أو شقيقة أحد الأطراف، وقد يبدو الأمر عادي لا يستحق الاحتفال، أو حتى أشبه بالخسارة وليس الفوز.
قد يجد أحد الطرفين أو كليهما نفسه يتنافس بطرق مختلفة مع الطرف الآخر، وقد يصل التنافس حتى في حب الأطفال والاستئثار بمشاعرهم لهذا الطرف أو ذاك، وقد يندفع أحد الطرفين إلى بث كراهية الطرف الآخر في نفوس الأطفال.
إذا كنت غاضبًا سرًا من الطرف الآخر، فقد تنكر ذلك حتى قبل أن يسألك أي شخص عما يضايقك، وعلى سبيل المثال، ربما تجد نفسك تشتكي لأحد اقاربك بشأن شيء يفعله شريك حياتك، وتقول له: "أنا لست غاضبًا، أنا فقط..."، هذا الإنكار في ذاته هو اعتراف غير واعٍ بمشاعرك الحقيقية.
وبطريقة مماثلة، قد تبذل قصارى جهدك لإظهار مدى عدم غضبك من الطرف الآخر، وعلى سبيل المثال، تمدحه أمام أفراد الأسرة، أو تقوم بأشياء لطيفة من أجله، لكن هذه السلوكيات هي نوع من رد الفعل، ووسيلة دفاع عن النفس، يحاول الشخص من خلالها التبرؤ من مشاعر الغضب غير المريحة.
ويقول الدكتور "جيليهان": قد لا تكون لديك كل هذه العلامات على الغضب المكبوت، لكن إذا أدركت بعضها في نفسك، فسيكون عليك أن تقوم بالآتي:
- لا بد أن تفحص مشاعرك الداخلية تجاه الطرف الآخر.
- قد تحتاج إلى فحص علاقتك بمشاعر الغضب السلبية نفسها.
- يجب أن تعرف ما الذي يجعل عليك من الصعب الاعتراف بالغضب.
- إذا شعرت بأن أسرتك التي نشأت فيها لم تكن تعبر عن الغضب بطريقة صحية، أو شعرت أن الغضب مشاعر مخيفة تنطوي على العنف، فيجب عليك اللجوء إلى طبيب نفسي ليساعدك على فهم مشكلتك وكيف تعالجها.
وينهي "جيليهان" قائلًا: "إن الاعتراف بالمشكلة والاهتمام بالتعامل معها، سيمكنك من فهم هذه المشاعر والتعامل معها بشكل بناء، وتنمية علاقة أقوى مع الطرف الآخر.