دشّنت المملكة المتحدة برنامجاً بقيمة 42 مليون جنيه إسترليني لفحص الرجال والكشف عن سرطان البروستاتا وتقليل الوفيات الناجمة عن هذا المرض بنسبة تصل إلى 40 بالمئة.
وذكرت مجلة "التايمز" أن مؤسسة سرطان البروستاتا في إنجلترا أطلقت برنامج "ترانسفورم"، الذي يعد "لحظة محورية في تاريخ أبحاث سرطان البروستاتا"، ويهدف إلى إنقاذ آلاف الأرواح في المملكة المتحدة كل عام، إضافة إلى مساعدة الرجال على تجنُّب الأذى الناجم عن الخزعات والعلاجات غير الضرورية.
ويتم تشخيص إصابة أكثر من 44 ألف رجل سنوياً في إنجلترا بسرطان البروستاتا، وتقدّر أبحاث السرطان في المملكة المتحدة أن 12 ألف شخص يموتون بسبب هذه الحالة كل عام.
ويهدف الفحص التابع للبرنامج للكشف عن المرض حتى في حالة عدم ظهور أي أعراض، وسيكون ترانسفورم أكبر تجربة في فحص سرطان البروستاتا منذ عقدين من الزمن، والتجربة الوحيدة في الوقت الحاضر، وتم تطويره بدعم من هيئة الخدمات الصحية الوطنية، والمعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية، والحكومة، التي التزمت بالمساهمة بمبلغ 16 مليون جنيه إسترليني.
من جهتها، قالت وزيرة الصحة فيكتوريا أتكينز: "أملنا هو أن يساعد هذا التمويل على إنقاذ حياة آلاف الرجال الآخرين من خلال طرق الفحص المتقدمة التي يمكنها اكتشاف سرطان البروستاتا في أقرب وقت ممكن".
وستقارن التجربة بين طرق الفحص المختلفة وعمليات التشخيص المستخدمة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في الوقت الحاضر، بما في ذلك اختبارات الدم والفحوصات البدنية والخزعات.
وستشمل المرحلة الأولى نحو 12500 رجل يتم إجراء اختبارات المستضد النوعي للبروستاتا لهم "PSA"، إضافة إلى الاختبارات الجينية، ونسخة أسرع من فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية للتجربة في غضون ثلاث سنوات.
ووفقًا لمؤسسة سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة، التي تمول المشروع، أظهرت التجارب السابقة التي استخدمت طريقة اختبارات الدم "PSA" والخزعات لفحص المرض أن الطريقة منعت ما بين 8 إلى 20 بالمائة من الوفيات، اعتماداً على انتظام الفحص.
وقالت المؤسسة الخيرية، إن "ترانسفورم" لديه القدرة على تقليل عدد الوفيات الناجمة عن سرطان البروستاتا بنسبة 40 في المائة.
من ناحيته، قال الدكتور ماثيو هوبز، مدير الأبحاث في مركز سرطان البروستاتا في بريطانيا: "سرطان البروستاتا هو أكثر أنواع السرطان شيوعاً دون وجود برنامج فحص، وحان الوقت لتغيير ذلك".
وأضاف: "نحن نعلم أن التشخيص المبكّر ينقذ الأرواح، لكن التجارب السابقة لم تكن قادرة على إثبات أنه يمكن إنقاذ عددٍ كافٍ من الرجال باستخدام اختبارات PSA وحدها، في حين أظهرت أن طرق الفحص القديمة هذه تسبّبت في ضررٍ كبيرٍ غير ضروري للرجال".
وأردف: "يجب علينا الآن أن نثبت أن هناك طرقاً أفضل للعثور على سرطان البروستاتا العدواني الذي من شأنه أن ينقذ مزيداً من الأرواح مع التسبُّب في ضرر أقل".
وستختبر المرحلة الثانية من التجربة، التي تشمل ما يصل إلى 300 ألف رجل، الخيارات الواعدة من المرحلة الأولى من التجربة، وسيقوم الفريق بمتابعة المرضى لمدة عقدٍ على الأقل بعد التجربة لتتبع مدى تأثير الفحص على حياتهم.
ويهدف الباحثون من "إمبريال كوليدج" لندن، وجامعة كوليدج لندن، وجامعة كوين ماري في لندن، ومعهد أبحاث السرطان، إلى جعل التجربة متاحة قدر الإمكان من خلال تجنيد المرضى من خلال العمليات الجراحية العامة في جميع أنحاء المملكة المتحدة اعتباراً من العام المقبل.
وسيكون واحد من كل عشرة رجال مدعوين للانضمام إلى تجربة الفحص من ذوي البشرة السوداء، نظرًا لأن الرجال السود لديهم احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا بمقدار الضعف مقارنة بالرجال من الأعراق الأخرى.
كما سيكون المشاركون المؤهلون من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و75 عاماً، ويمكن للرجال السود المشاركة من سن 45 إلى 75 عاماً.